للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضربن الدفوف والمزامير بزهاء وفخر مارئي مثله في حي من الناس في زمانهم (١).

وكان من أبرز زعماء بني النضير الذين نزلوا في خيبر سلام بن أبي الحقيق، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب فلما نزلوا دان لهم أهلها (٢).

وكان تزعم هؤلاء ليهود خيبر كافيا في جرها إلى الصراع والتصدي للانتقام من المسلمين، فقد كان يدفعهم حقد دفين ورغبة قوية في العودة إلى ديارهم داخل المدينة.

وكان أول تحرك قوي ما حدث في غزوة الأحزاب حيث كان لخيبر وعلى رأسها زعماء بني النضير دور كبير في حشد قريش والأعراب ضد المسلمين وتسخير أموالهم في ذلك، ثم سعيهم الناجح في إقناع بني قريظة بالغدر والتعاون مع الأحزاب (٣).

فلما رد الله الأحزاب عن المدينة خائبين، اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بمعالجة الموقف في خيبر التي صارت مصدر خطر كبير على المسلمين.

ويذكر ابن إسحق بإسناد فيه راو مجهول أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم كتاباً يدعوهم إلى الإسلام ويذكرهم بما في كتبهم من ذكر بعثته عليه الصلاة والسلام (٤).ولم يستجب اليهود بالطبع لدعوته، ولم يعتذروا عما فعلوه في تأليب الأحزاب فكان أن عمد الرسول إلى القضاء على زعمائهم الذين لعبوا دورا في التأليب عليه، ومنهم سلام بن أبي الحقيق الذي وجبه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك ومعه رجال من الأنصار فقتلوه.

وقد ساق البخاري قصة قتله مفصلة حيث احتال عبد الله بن عتيك في الدخول إلى بيت داخل حصنه وبين حرسه ورجاله حتى قتله في مخدعه (٥)، مما


(١) (٢) ابن هشام السيرة ٣/ ٢٧٢.
(٣) ابن هشام السيرة ٣/ ٢٥٣ وقد نقل ذلك عن أئمة السيرة جامعاً لأسانيدهم وفيها راو مجهول وهي معلولة بالإرسال لكنها مما يتساهل فيها من الأخبار ولا يشترط لقبولها بلوغ درجة الصحة الحديثية.
(٤) ابن هشام: السيرة ٢/ ١٩٥.
(٥) فتح الباري، كتاب المغازي، باب قتل أبي رافع ٧/ ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>