للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة (١) بعد أن مكث خارجها إلى بداية شهر ربيع الأول في رواية المدائني (٢) ويذكر عروة بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سرية من الأبواء تضم ستين رجلًا بقيادة عبيدة بن الحارث (٣)، في حين يذكر ابن إسحاق أن السرية أرسلت إلى سيف البحر بعد العودة إلى المدينة، وأن ثمة سرية أخرى من ثلاثين رجلًا بقيادة حمزة بن عبد المطلب اتجهت إلى سيف البحر أيضًا في نفس الوقت للتعرض إلى قافلة قرشية لكن السريتين لم تشتبكا مع القرشيين في قتال، فقد حالت القبائل الموادعة للطرفين دون ذلك في سرية حمزة، وجرى تراشق بالسهام فقط بين سرية عبيدة والقرشيين (٤).

ولا شك أن السريتين استهدفتا تهديد تجارة قريش بالدرجة الأولى، وهو تحذير أولى لقريش بأن تجارتها أصبحت في خطر ما لم تغير موقفها المتعنت من الإسلام، وفي ربيع الثاني استمر المسلمون في حملاتهم باتجاه الطريق التجاري أيضًا، فكانت غزوة بواط إلى رضوى قرب ينبع في مائتي مقاتل لاعتراض قافلة تجارية قرشية، ثم غزوة العشيرة (بينبع) في جمادى الأولى ولم يقع قتال في رضوى والعشيرة لكنه جرت موادعة بني مدلج في العشيرة (٥)، وقد تعرض كرز بن جابر الفهري في جمادى الآخرة في أعقاب العشيرة إلى أطراف المدينة ونهب بعض الإبل والمواشي فطارده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سفوان من نواحي بدر فسميت الغزوة ببدر الأولى. وقد تمكن كرز من الإِفلات من حملة المطاردة (٦)، لكن الحادث أكد للمسلمين ضرورة تأمين العلاقة مع جيران المدينة فاستمرت الحملات، ولم


(١) فتح الباري ٧/ ٢٧٩ وتاريخ خليفة بن خياط ٥٦ من رواية ابن إسحاق دون إسناد.
(٢) تاريخ خليفة ٥٦.
(٣) فتح الباري ٧/ ٢٧٩.
(٤) تاريخ خليفة ٦١ - ٦٢ وسيرة ابن هشام ١/ ٥٩١ - ٥٩٢ من رواية ابن إسحاق دون إسناد، ومغازي الأموي دون إسناد أيضًا كما في فتح الباري ٧/ ٢٧٩.
(٥) تاريخ خليفة ٥٧ من طريق ابن إسحاق دون إسناد.
(٦) تاريخ خليفة ٥٧ من طريق ابن إسحاق دون إسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>