للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله؟ فقال: بل غضبا لله ولرسوله، فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة" (١)!!

وقد ثبت أن رجلاً (٢) أخبر الناس الرسول صلى الله عليه وسلم عن حسن بلائه. فقاله: إنه من أهل النار، ثم أخبرهم الرجل بأنه إنما قاتل عصبية لقومه وليس لله. وقد انتحر بسهمه لما آلمته الجراح!!

وفي هذين الخبرين آية وبيان لمكان النية في الجهاد، فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ومن قاتل لغير ذلك من الأهداف مهما سمت في نظر الناس فليس بشهيد (٣).

وقد خرجت بعض النسوة مع جيش المسلمين إلى أحد منهن أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية التي اضطرت للقتال دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جرحت جراحا كثيرة (٤). وكانت حمنة بنت جحش الأسدية تسقي العطشي وتداوي الجرحى (٥). وثبت أن أم سليط كانت تحمل قرب الماء لسقاية المسلمين (٦).

وصح أن عائشة (رض) وأم سليم قامتا بسقي الجرحى بعد تراجع المسلمين (٧).وهذه الآثار تدل على جواز الانتفاع بالنساء عند الضرورة لمداواة الجرحى وخدمتهم إذا أمنت فتنتهن مع لزومهن الستر والصيانة، ولهن أن يدافعن عن أنفسهن بالقتال إذا تعرض لهن الأعداء. مع أن الجهاد فرض على الرجال وحدهم إلا إذا داهم العدو ديار الإسلام فيجب قتاله من الجميع رجالاً ونساء.


(١) سنن أبي داؤد ٢/ ١٩ ومستدرك الحاكم ٣/ ٢٨.
(٢) سماه ابن إسحق "قزمان" ووافقه الواقدي (سيرة ابن هشام ٣/ ٤ ومغازي الواقدي ١/ ٢٣٦).
(٣) الهيثمي: المقصد العلي ١ /ق ٨٠ من رواية أبي يعلي وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
(٤) ابن هشام: السيرة ٣/ ٣٢ بإسناد منقطع. ومغازي الواقدي ١/ ٢٦٨ وهو ضعيف جداً.
(٥) مجمع الزوائد ٩/ ٢٩٢ وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(٦) فتح الباري ٧/ ٣٦٦.
(٧) فتح الباري ٦/ ٧٨ وشرح النووي على صحيح مسلم ١٢/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>