للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاقتهم ونشطهم للدفاع عن أنفسهم خلال الانسحاب، وقد تبعهم بعض المشركين منهم أبي بن خلف الجمحي وقد حلف أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرماه الرسول بحربة فجرحه فرجع إلى أصحابه ومات في طريق عودتهم من أحد (١).

وقد يئس المشركون من إنهاء المعركة بنصر حاسم، وتعبوا من طولها ومن جلادة المسلمين، فكفوا عن مطاردة المسلمين في شعاب أحد، ولكن أبا سفيان تقدم من المسلمين وخاطبهم فقال: "أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه. فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال: لا تجيبوه. فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟

فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا.

فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك.

قال أبو سفيان: أعل هبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه. قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوا. قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني" وفي رواية أخرى قال عمر: "لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" (٢). وكان السكوت عن إجابة أبي سفيان أولا تصغيرا له حتى إذا انتشى وملأه الكبر أخبروه بحقيقة الأمر وردوا عليه بشجاعة.


(١) الطبري: تفسير ٧/ ٢٥٤ وتاريخ ٤/ ٢٣ من مرسل السدي. وابن سعد: الطبقات ٢/ ٤٦ من مرسل سعيد بن المسيب ومراسيله قوية، ووصله الواحدي في أسباب النزول ص ٥٦. والخبر تواردته كتب السيرة. (سيرة ابن هشام ٣/ ٣٥ - ٣٦ ومغازي الواقدي ١/ ٢٥٢.
(٢) رواية البخاري (فتح الباري ٧/ ٣٤٩).
وأحمد: المسند ٤/ ٢١١، ٦/ ١٨١ بإسناد حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>