للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وردت روايات تفيد الصلاة على شهداء أحد لكنها لا تقوى على معارضة أحاديث نفي الصلاة عليهم، فكلها متكلم فيها (١). وقد دفن الاثنان والثلاثة في قبر واحد (٢) وحمل بعض الشهداء أهلوهم ليدفنوهم في المدينة فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بدفنهم في أماكن استشهادهم بأحد (٣).

ولما انتهى من دفن الشهداء صف أصحابه وأثنى على ربه (٤) فقال: "اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة (أي الفاقة)، والأمن يوم الخوف، اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت، اللهم حبب الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الخلق" (٥) ثم ركب فرسه ورجع إلى المدينة.


(١) ابن إسحق: سيرة ابن هشام ٣/ ٥٣ ومسند أحمد ٦/ ١٩١ وأبو داود: السنن ٣/ ١٩٦ والمراسيل ٤٦.
(٢) الترمذي: سنن (تحفة الأحوذي ٥/ ٣٧١ وقال: هذا حديث حسن صحيح، وسيرة ابن هشام ٣/ ٥٤ - ٥٥.
(٣) أبو داؤد: سنن ٣/ ٢٠٢ والترمذي (تحفة الأحوذي ٥/ ٢٧٩) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ومسند أحمد بإسناد صحيح (الفتح الرباني ٨/ ١٤٩).
(٤) الحاكم: المستدرك ٣/ ٢٣.
(٥) أحمد: المسند ٣/ ٣٢٤ ط. المكتب الإسلامي. والحاكم: المستدرك ٣/ ٢٣ وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>