للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك:

غزوة ذات الرقاع:

اختلف كتاب السيرة في تاريخ هذه الغزوة، فجنح البخاري إلى أنها بعد خيبر، وذهب ابن إسحق أنها بعد النضير وقبل الخندق سنة أربع، وعند ابن سعد وابن حبان أنها كانت في المحرم سنة خمس، وأما أبو معشر فجزم أنها كانت بعد بني قريظة والخندق. والراجح ما ذهب إليه البخاري وأبو معشر لأن أبا موسى الأشعري شهدها وقد قدم من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، وأبو هريرة شهدها وقد أسلم حين فتح خيبر، وقد سميت بغزوة ذات الرقاع كما سميت بغزوة نجد وغزوة بني محارب وبني ثعلبة من غطفان.

وقد اقترب المسلمون من جموع غطفان دون أن يقع قتال بينهم، ولكن أخافوا بعضهم حتى صلى المسلمون صلاة الخوف في مكان يبعد من المدينة يومين يدعى نخلا ثم عادوا إلى المدينة، وقد اختلف في سبب تسميتها بغزو ذات الرقاع، لكن أبا موسى الأشعري ذكر أنها سميت بذلك لأنهم لفّوا في أرجلهم الخرق بعد أن تنقبت خفافهم، وكان لكل ستة بعير يتعاقبون على ركوبه (١).

وهذه الأحداث لم تحظ باهتمام كبير عند قدامى المؤرخين حيث طغت عليها أخبار إرسال الرسل لدعوة الملوك والامراء إلى الإسلام (٢)، وفتح خيبر، وتوجه المسلمين إلى مكة في عمرة القضاء.

وعلى أية حال فإن سقوط خيبر فسح المجال أمام المسلمين للسيطرة على المناطق الشمالية المتاخمة للشام ويبدو أن غزوة ذات الرقاع التي اتجهت إلى


(١) فتح الباري ٧/ ٤١٦ - ٤٢١.
(٢) كان ذلك عقب عودته - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية وقد أرخ ابن سعد إرسالهم وهم ستة رسل في يوم واحد في المحرم سنة سبع (طبقات ١/ ٢/١٥ط. أوروبا) وتابعه ابن القيم (زاد المعاد ١/ ٣٠) في حين يقدم الطبري تاريخ إرسالهم قليلا فيجعلها في ذي الحجة سنة ٦ هـ (تاريخ الطبري ٢/ ٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>