للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض المشركين في قتال بلغ ثلاثة من الفرسان في حين قتل من المشركين اثنا عشر رجلا (١). وذكر موسى بن عقبة أن قتلى المشركين بلغوا قريبا من أربعة وعشرين (٢) وقال الواقدي إنهم بلغوا ثمانية وعشرين (٣). وقد ذكرت رواية ضعيفة أوردها الطبراني أن قتلى المشركين بلغوا سبعين قتلا (٤).

وأقوى هذه الروايات ما ذكره ابن إسحق وموسى بن عقبة فهما أوثق كتاب المغازي، ومغازي ابن عقبة أوثق بالجملة من سيرة ابن إسحق كما أن أبا سفيان أشار إلى كثرة القتلى من قريش فربما ترجِّحُ هذه القرائن رواية موسى بن عقبة. فقد قال أبو سفيان للرسول صلى الله عليه وسلم:"يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم" مما يشير إلى كثرة القتلى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق آخرون أبوابهم.

وقد خشى الأنصار أن يكون الأمان الذي أعطي لقريش دليلاً على رأفة النبي صلى الله عليه وسلم بقومه ورغبة في البقاء بمكة فطمأنهم الرسول بقوله:"المحيا محياكم والممات مماتكم" (٥).

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر قادة جيشه ألا يقاتلوا إلا من يقاتلهم، وأعلن الأمان للناس سوى أربعة رجال وامرأتين أباح دماءهم ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة وهم: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد


(١) السيرة النبوية ٢/ ٤٠٧ من رواية ابن إسحق عن اثنين من ثقات شيوخه مرسلا والحاكم: المستدرك ٣/ ٢٤١. وقد ذكر البخاري اثنين من شهداء المسلمين فقط.
(٢) البيهقي: السنن الكبرى ٩/ ١٢٠ بإسناد فيه لم أقف على ترجمته، وهو من مراسيل موسى ابن عقبة.
(٣) مغازي الواقدي ٢/ ٨٢٧ - ٨٢٩ بدون إسناد.
(٤) ابن كثير: البداية والنهاية ٤/ ٢٩٧ وفي إسناده شعيب بن صفوان الثقفي مقبول فالرواية ضعيفة.
(٥) صحيح مسلم ٢/ ٩٥، ٩٦، ٢/ ٢٩٦ - ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>