للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفا) مطبوع، والخفاجي (ت ١٠٦٩ هـ) في كتابه (نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض)، ثم صنف الحافظ ابن كثير (ت ٧٧٤ هـ) كتابه (شمائل الرسول) وهو مطبوع.

أما كتب السيرة المختصة فإنها تلي من حيث الدقة القرآن الكريم والحديث الشريف، ومما يعطيها قيمة علمية كبيرة أن أوائلها كتبت في وقت مبكر جداً، وعلى وجه التحديد في جيل التابعين حيث كان الصحابة موجودين فلم ينكروا على كتاب السيرة مما يدل على إقرارهم لما كتبوه، والصحابة على علم دقيق وواسع بالسيرة لأنهم عاشوا أحداثها وشاركوا فيها، وكانت محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتعلقهم به ورغبتهم في اتباعه وأخذهم بسنته في الأحكام سبباً في ذيوع أخبار السيرة ومذكراتهم فيها وحفظهم لها، فهي التطبيق العملي لتعاليم الإسلام. وقد اشتهر عدد من الصحابة باهتمامهم الكبير بموضوع السيرة منهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص والبراء بن عازب (١).

وكذلك فإن التبكير في كتابة السيرة قلل إلى حد كبير من احتمال تعرضها للتحريف أو للمبالغة والتهويل أو للضياع.

ولقد كتبت عدة دراسات حديثة عن رواد كتابة السيرة من التابعين ومن تلاهم (٢)، ولكنها لم تهتم ببيان حالهم من الجرح والتعديل ولم تقوم مؤلفاتهم من زاوية حديثية ووفق قواعد مصطلح الحديث وهم:

أبان بن عثمان بن عفان (ت١٠١ - ١٠٥ هـ) وهو محدث ثقة عن التابعين.


(١) ابن سعد ٥/ ٢٩٢ ومسند أحمد ٢/ ١٧٩، ١٨٠، ١٨٤، ٢٠٤، ٢٠٧، ٢٢٢.
(٢) من الدراسات الشاملة في تاريخ كتابة السيرة:
هوروفتس: المغازي الأولى ومؤلفوها.
مارغوليوس: دراسات عن المؤرخين العرب.
عبد العزيز الدوري: نشأة علم التاريخ عند العرب
صالح العلي: فصل ضمن كتابه (محاضرات في تاريخ العرب قبل الإسلام). =

<<  <  ج: ص:  >  >>