للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدد جيش تبوك:

وقد وردت روايات في عدد جيش تبوك ظاهرها التعارض ولكن يسهل التوفيق بينها فقد قال كعب بن مالك: "والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد الديوان" (١).

وفي رواية أخرى عن كعب: "يزيدون على عشرة آلاف" (٢).

وقال الحاكم في الإكليل إنهم "زيادة على ثلاثين ألفاً" وبهذه العدة جزم ابن إسحق.

وقال الواقدي "إنه كان معه عشرة آلاف فرس" فيمكن أن تحمل رواية كعب على إرادة عدد الفرسان (٣)، دون بقية الجيش من المشاة، ونقل عن أبي زرعة الرازي أنهم كانوا أربعين ألفاً (٤). وقال زيد بن ثابت إنهم كانوا ثلاثين ألفاً (٥).

ويبدو أن أغلب المؤرخين يميلون إلى القول أنهم كانوا ثلاثين ألفاً وهو عدد يدل على مدى استجابة المؤمنين لدواعي العقيدة في تلك الظروف القاسية من الحر الشديد والعسرة. وهو أكبر جيش قاده الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته. ويذكر الواقدي أنه لما اجتمع الجيش مضى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى ذي خشب على ٤٠ كيلاً من المدينة في طريق الشام، ومنها انطلق إلى تبوك وكان دليله علقمة ابن الفغواء الخزاعي (٦).

وفي تبوك أعطى اللواء الأعظم للصديق (رضي) والراية العظمى للزبير، وراية الأوس إلى أسيد بن حضير ولواء الخزرج إلى أبي دجانة ويقال إلى الحباب


(١) حديث صحيح رواه البخاري (فتح الباري ٨/ ١١٣).
(٢) صحيح مسلم ٨/ ١١٢.
(٣) ابن حجر: فتح الباري ٨/ ١١٨.
(٤) المصدر السابق ٨/ ١١٨.
(٥) مغازي الواقدي ٣/ ٩٩٦.
(٦) مغازي الواقدي ٢/ ٩٩٩ وهو متروك فلا حاجة للنظر إلى سند الرواية وقد ذكر فيها أنه صلى الله عليه وسلم كان يجمع بذي خشب بين الظهر والعصر، ونظراً لأن الكلام يتعلق بحكم شرعي والواقدي شديد الوهن فلم أشر إلى ذلك في المتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>