للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصول إلى تبوك:

وقد ذكرت المصادر نصَّ خطبة طويلة ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في تبوك ولم تثبت هذه الخطبة من طريق صحيح (١) رغم أن فقراتها مأخوذة من أحاديث أخرى معروفة بعضها صحيح وبعضها حسن، ويبدو أن بعض الرواة لفق منها هذه الخطبة.

وفي تبوك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد مع عدد من الصحابة إلى دومة الجندل وقد ذكر عروة بن الزبير مرسلا أنه أرسله في أربعمائة وعشرين فارسا (٢)، حيث أسر أكيدر بن عبد الملك الكندي - ملكها - وهو في الصيد خارجها (٣)، فصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية (٤). وقد تعجب المسلمون من قباء كان أكيدر يلبسه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتعجبون من هذا؟ فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد ابن معاذ في الجنة أحسن من هذا" (٥). وقد ورد أن غنائم خالد من أكيدر كانت ثمانمائة من السبي وألف بعير وأربعمائة درع وأربعمائة رمح (٦).

وقد وصلت إلى تبوك هدية ملك أيلة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي بغلة بيضاء وبرد، فصالحه على الجزية (٧).


(١) أخرج الإمام أحمد في مسنده ٣/ ٣٧ وأبو عبيد: الأموال ٢٥٥ - ٢٥٦ نص خطبة قصيرة وفي إسنادهما أبو الخطاب المصري مجهول. وأخرج الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ٥/ ١٣ - ١٤ نص خطبة طويلة وفي إسناده عبد العزيز بن عمران متروك.
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية ٥/ ١٧ وفي إسناده ابن لهيعة عن أبي الأسود، وابن لهيعة هنا ضعيف فضلا عن إرسالة عروة.
(٣) ابن حجر: الإصابة ١/ ٤١٢ - ٤١٥ من طريق ابن إسحق بإسناد حسن عن عاصم بن عمر عن أنس لولا عنعنة ابن إسحق وهو مدلس. والسيوطي: الخصائص الكبرى ٢/ ١١٢ - ١١٣ من طريق ابن إسحق أيضا عن شيخيه عبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان مرسلا وقد صرح ابن إسحق بالسماع.
(٤) سيرة ابن هشام ٤/ ١٨٢.
(٥) سيرة ابن هشام ٤/ ١٧٠ بإسناد حسن.
(٦) ابن كثير: البداية والنهاية ٥/ ١٧ وفي إسناده ابن لهيعة عن أبي الأسود وابن لهيعة هنا ضعيف فضلا عن إرسال عروة.
(٧) صحيح البخاري، كتاب الجزية ٦/ ٧٧ وصحيح مسلم، كتاب الفضائل ٧/ ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>