للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأول ربا أضع ربانا: ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فأنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعد إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، وأديت ونصحت لأمتك، قضيت الذي عليك، فقال: بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد) (١).

وقد ألقى خطبا أخرى في منى وذكر في إحداها: (لا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) (٢)

وفي طريق العودة من حجة الوداع خطب الرسول صلى الله عليه وسلم الناس في غدير خم قريبا من الجحفة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وأمسك بيد علي بن أبي طالب فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وكان علي قد أقبل من اليمن وشهد


(١) الرواية في صحيح مسلم ٤/ ٣٨ - ٤٣ من حديث جابر بن عبد الله وقد أضاف إليها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني زيادات يسيرة من كتب الحديث الأخرى التي أوردت حديث جابر بزيادة صحيحة (حجة النبي ص ٧١ - ٧٣) وأنظر تخريج حديث جابر في (حجة النبي ٣٨ - ٤١) وأنظر بعض الخطبة في صحيح البخاري (فتح الباري ٨/ ١٠٨) وقد ساق ابن إسحق نصا طويلا لخطبة الوداع بدون إسناد، وساق الإمام أحمد نصا طويلا لخطبة حجة الوداع التي ألقيت في أوسط أيام التشريق وفي سنده علي بن زيد بن جدعان قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب "ضعيف" قال البنا: "وروى البزار نحوه بمعناه عن ابن عمر من وجه آخر، ورواه أئمة الحديث في كتبهم مقطعا في أبواب متفرقة من طرق صحيحة والله أعلم" (الفتح الرباني ٢٧٩ - ٢٨١).
(٢) صحيح البخاري (فتح الباري ٨/ ١٠٧) وصحيح مسلم ١/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>