ثم عرض ما يخدج في هذا الترجيح أيضاً فقد وقع في حديث عائشة من الاختلاف ما وقع في حديث ابن عمر وأكثر فإن حديثها عند المؤلف من رواية خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عن زاذان عنها، وهو إسناد صحيح وخالد هو الطحان الواسطي ثقة ثبت وقد خولف فقال ابن أبي شيبة (١٣/٤٦٢/١٦٩٢٣) : حدثنا ابن فضيل عن حصين به إلا أنه قال: " ... عن زاذان قال: حدثنا رجل من الأنصار قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دبر الصلاة ... " فذكر الدعاء إلا أنه قال: " الغفور" مكان "الرحيم" فخالف في هذا الحرف، ولم يذكر "الضحى" وذكر الرجل مكان عائشة، فمن المخالف؟ لا أرى مكاناً من نسبته إلى زاذان نفسه، لأن ابن فضيل - واسمه محمد - ثقة أيضاً محتج به في "الصحيحين"، بخلاف زاذان فإنه وإن كان ثقة فقد تكلم فيه ابن حبان وأبو أحمد الحاكم، ولم يحتج به البخاري، ولذلك فلا بد من مرجع لأحد اللفظين إن وجد، وأما اضطرابه في صحابي الحديث فلا يضر لأن الصحابة كلهم عدول، ثم بدا لي أنه لعل المخرج من هذا الاختلاف وذاك أن يقال بالجمع بين الاسمين الكريمين، فيقال: " الغفور الرحيم"، فقد جاء ذلك في بعض الأذكار كالحديث الآتي (٥٤٧/٧٠٦) . والله سبحانه وتعالى أعلم.