واعلم أن حديث ابن عمر هذا جاء في الأصل بعد حديث عبد الله بن مسعود الذي قبله، وقد ساقه المؤلف من طريق حفص: حدثنا الأعمش: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم ... (فذكره) ثم عطف عليه فقال: وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عمر مثله، قلنا ... " إلخ، فقوله: "وحدثني"، إنما هو من قول الأعمش؛ يعني أنه سمع الحديث من شقيق عن ابن مسعود، وسمعه من أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهذا ظاهر جداً عند من يعرف هذه الصناعة، ولولا أن الشارح شكك في ذلك، وذكر احتمال أن يكون في النسخة سقط من الناسخ، وأن الحديث مرسل منقطع- لما تعرضت لبيانه- ومن الغرائب أنه غفل عن إسناد الرواية الثانية؛ فإنها في الأصل من طريق سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صالح عن ابن عمر! فقد وقع للشارح هنا نحو ما وقع لمحقق في أثر أنس المتقدم (٨٩٢/١١٦٥) !