(٢) هو زيد بن أبي أنيسة، وهو ثقة محتج به في " الصحيحين " لكن قال الحافظ: "له أفراد". قلت: ولم أقف على من وصله عنه. وأما عمرو بن قيس - وهو الملائي- فثقة متقن عابد كما في "التقريب" وقد وصله عنه مسلم (٢/٩٨) والترمذي (٣٤٠٩) وحسنه، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (١٥٥) وابن أبي شيبة (١٠/٢٢٨/٩٣٠١) ، والطبراني (١٩/١٢٢/٢٦٠) كلهم من طريق أسباط بن محمد عنه، وكذا أبو عوانة (٢/٢٦٩) . ثم وصله مرفوعاً أيضاً مسلم وأبو عوانة وابن حبان (٣/٢٣٣-٢٣٤) ، والطبراني (٢٦٥) من طريق مالك بن مغول وحمزة الزيات وقرن إليهما ابن حبان والطبراني وكذا البيهقي (٢/١٨٧) شعبة، ولكن الطبراني قال في روايته: "أما مالك وحمزة فرفعاه". وهذا هو الصواب أن رواية شعبة موقوفة، هكذا أخرجه الطيالسي في "مسنده" (١٤٢/١٠٦٠) : حدثنا وكيع عن شعبة به، وعلقه الترمذي لكن لا يخفى أن له حكم الرفع ولا سيما وقد رفعه الثقات، ولا يضرهم أن منصور بن المعتمر أوقفه عند المؤلف وغيره، لما ذكرت، على أنه قد أختلف عليه فرفعه عنه بعضهم عند الطبراني (٢٥٩) ، وعلقه الترمذي أيضاً.
وإن من ضحالة التحقيق وقلة التوفيق أن عبد الرزاق لما روى حديث منصور موقوفاً ألحق به المعلق الأعظمي بين معكوفين [عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم] وقال: (٢٠/٢٣٦) : "استدركناه من عند مسلم "! ثم جاء من بعده المعلق على "مصنف ابن أبي شيبة " فقال مستدركاً عليه: "إلا أن عبد الرزاق رفعها"! وهو لم يرفعه، وإنما غره زيادة الأعظمي الذي غفل عن أن مسلماً لم يروه عن عبد الرزاق، بل ولا عن غيره عن منصور!!