للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك تقول: إنْ قُمْتَ قُمْتُ، أي: إن تقم. ويجوز أن يكون الكلام على حقيقته، ويكون المعني: إنك لم تفزع فزعًا يتعقبه ضرر "بك" (١) من جهتي؛ لأني أعفو عنك وأعلم أنك لا تقدر على إنفاذ ما أردت (٢).

وفي حديث أبي ذر، واسمه جندب (٣):

(٩٩ - ١) أنّه قال: نَزَلنَا عَلَى خَالٍ لَنَا ذُو مَالٍ وذو هيئة (٤).

كذا وقع في هذه الرِّواية، والوجه فيه: "أن يقدر له مبتدأ، أي: هو ذو مال.

(١٠٠ - ٢) وفي حديثه بعد كلام ذكره قال: فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلّى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي فَقَالَ: "غَفْرًا يَا أَبَا ذَرٍّ! " (٥):

قال- رحمه الله! -: "غفرًا" مصدر غفر، والتقدير: غفر الله لك يا أبا ذر [غفرًا] (٦).


(١) زيادة من ط.
(٢) قلت: ورواية أحمد هذه وقع مثلها في البخاريّ (٣/ ١٠ - فتح) من رواية القابسي - كما قال ابن حجر - في حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال الحافظ: قال ابن التين: وهي لغة قليلة- أي الجزم بلن - حتّى قال القزاز: لا أعلم له شاهدًا.
وتعقب بقول الشاعر:
لَنْ يخِبْ الآن من رجائك من ... حرك من دور بابك الحلقه
وبقول الآخر:
لن يَحْلُ للعينين بعدك منظر
وانظر: "شواهد التوضيح" (ص ١٦٠).
(٣) على المشهور هو: جندب بن جنادة بن سكن، وفيه خلاف، وكان من السابقين إلى الاسلام، وهو أشهر من أن يترجم له.
وينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٤/ ١٦٥٢)، و"أسدّ الغابة" (٥/ ٩٩)، و"الإصابة" (٧/ ١٢٥).
(٤) إسناده صحيح: والذي وقع في"المسند": "ذي مال ... " (٢١٠١٥)، والقصة في إسلام أبي ذر، وقد أخرجها البخاريّ (٣٥٢٢)، ومسلم (٢٤٧٣).
(٥) إسناده ضعيف: وهو في "المسند" برقم (٢٠٧٨٤)، وفيه إسماعيل بن عياش، قال الحافظ في "التقريب": صدوق في روايته عن أهل بلده (يعني الشاميين)، مخلط في غيرهم. قلت: وروايته هنا عن عبد الله بن أبي حسين، وهو مروزي.
(٦) سقط من ط.

<<  <   >  >>