للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث عتبة بن عبد السلمي أبي الوليد (١):

(٢٩٢ - ١) " مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرجٌ مِنْ بَيْته إلى غُدُوٍّ أوْ رَواحٍ إلَى الْمَسْجِدِ، إِلَّا كَانَتْ خُطَاهُ خُطْوَةٌ [كَفَّارَةً وخُطْوَة دَرَجَةَ] (٢) " (٣):

الجيد نصب "خطوة" على أن تكون خبر "كان"، و"كفارة" نعت لـ "خطوة"، ولو رفع على أنّه مبتدأ و "كفارة" خبره، جاز. وهذا جائز وإن كانت "خطوة" نكرة؛ لأنّ التقدير: خطوة منها كفارة، وخطوة منها درجة، فحذف الصِّفَة للعلّم بها. ويجوز أن تكون "خطوة" مع تنكيرها في موضع: بعضها كفارة وبعضها درجة.


= هذه الآية. وحكى الزمخشري عن نافع أنّه قرأ: "عليكم أنفسكم" بالرفع، وهي قراءة شاذة تخرج على وجهين:
أحدهما: يرتفع على أنّه مبتدأ، و"عليكم" في موضع الخبر، والمعنى على الإغراء.
والوجه الثّاني: أن يكون توكيدًا للضمير المستكن في "عليكم"، ولم يؤكد بمضمر منفصل إذ قد جاء ذلك قليلًا، ويكون مفعول "عليكم" محذوفًا لدلالة المعنى عليه، والتقدير: عليكم أنفسكم هدايتكم، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.
"البحر المحيط" (٤/ ٣٦ - ٣٧).
(١) وهو عتبة بن النُّدِّر أيضًا، له صحبة، كان اسمه عتلة، فغير النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - اسمه، فسماه عتبة.
وكان عرباض يقول: عتبة خير مني؛ سبقني إلى النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - بسنة، توفي بالشام سنة (٨٧ هـ).
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٣/ ١٠٣١)، و"أسدّ الغابة" (٣/ ٤٦٦)، و"الإصابة" (٤/ ٤٣٦).
(٢) زيادة من ط.
(٣) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (١٧٢٠٢)، وفيه يد بن زيد الجوزجاني، لم أقف على من ترجمه الآن.
إِلَّا أن أصل الحديث صحيح؛ فقد أخرجه البخاريّ (٦٤٧)، ومسلم (٦٤٩)، وأبو داود (٥٥٩)، وأحمد (٧٣٨٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: " ... ثمّ خرج إلى المسجد، لا يخرجه إِلَّا الصّلاة، لم يخط خطوة إِلَّا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ... " لفظ البخاريّ، وعند الباقين بألفاظ متقاربة.

<<  <   >  >>