للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسند أسامة بن عمير الهذلي (١):

(٢٢ - ١) في "المسند": قَامَ مُنَادِي النَّبِيِّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ" (٢):

قال - رحمه الله! -: يجوز في "أن" الفتح على تقدير: ينادي بأن الصّلاة في الرحال، أي: نادى بذلك، ، والكسر على تقدير: فقال: إن الصّلاة .. ؛ لأنّ النِّداء قول، ومنه قوله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} [آل عمران: ٣٩] , ثمّ قال: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ} [آل عمران: ٣٩].

قرئ بالفتح والكسر (٣)، ، وكذلك قوله تعالى: {نُودِيَ يَامُوسَى (١١) إِنِّي} (٤) [طه: ١١, ١٢] بالوجهين، وكذلك قوله تعالى: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} (٥) [القمر: ١٠].


(١) صحابي بصري، له رواية. أردفه النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - خلفه. روى عنه ابنه أبو المليح حَسْبُ. واسم أبي المليح عامر، وقيل: ريد.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (١/ ٧٨)، و"أسدّ الغابة" (١/ ٨٢)، و"الإصابة" (١/ ٥٠).
(٢) صحيح: وهو في "المسند" برقم (٢٠١٧٧)، وأخرجه أبو داود (١٠٥٧)، والنسائي (٨٥٤)، وابن ماجه (٩٣٦)، وانظر: "صحيح سنن أبي داود" (١/ ١٩٧).
(٣) وقراءة الكسر - أيضًا - قراءة متواترة؛ فقد قرأ بها ابن عامر وحمزة والكسائي. ينظر: "النشر في القراءات العشر"، لابن الجزري ت (٨٣٣ هـ)، صححه الضباع، دار الكتب العلمية، (٢/ ٢٣٩)، و"إعراب القرآن" للنحاس، تحقيق د. زهير زاهد، عالم الكتب، ط ثانية سنة (١٤٠٥ هـ -١٩٨٥ م)، (١/ ٣٧٣)، و"الحجة للقراء السبعة"، لأبي علي الفارس (ت ٣٧٧ هـ)، تحقيق بدر الدين قهوجي وبشير جويجاتي، دار المأمون للتراث. ط. أولى سنة (١٤٠٧ هـ)، (٣/ ٣٨)، و"إعراب القراءات السبع وعللها"، لابن خالويه (ت ٣٧٠ هـ)، تحقيق د. عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين، مكتبة الخانجي بالقاهرة. ط. أولى سنة (١٤١٣ هـ)، (١/ ١١٢)، و"العنوان في القراءات السبع"، لأبي طاهر الأندلسي، (ت ٤٥٥ هـ)، (ص ٧٩)، تحقيق د. زهير زاهد، ود. خليل العطيّة، عالم الكتب سنة (١٤٠٥ هـ).
(٤) قرأ بفتح همزة "إنِّي": ابن كثير وأبو عمرو، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي بكسرها. قال أبو علي الفارسي: من كسر؛ فلأن الكلام حكاية؛ كأنّه نودي فقيل: يا موسى إنِّي أنا ربك، والكسر أشبه بما بعد ممّا هو حكاية، وذلك قوله: "إنِّي أنا الله لا إله إِلَّا أنا"، وقوله: "أنا اخترتك"، فهذه كلها حكاية، فالأشبه أن يكون قوله: "إنِّي إنا ربك" كذلك أيضًا.
ومن فتح كان المعنى: نودي بكذا. ونادي قد يوصل بحرف الجر، قال:
ناديت باسم ربيعة من مكدم ... أن المُنَوَّه باسمه الموثوق
ينظر: "الحجة" (٥/ ٢١٨)، و"السبعة" (ص ٤١٧)، و"النشر" (٢/ ٣١٩).
(٥) وقرأ بكسرة همزة "إنِّي": ابن أبي إسحاق، وعيسي، والأعمش، وزيد بن علي، قال أبو حيان: =

<<  <   >  >>