للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، أو: من وراء [ذلك الشيء] (١) آخر، فلما حذف المضاف إليه بناه على الضم كـ "قبل" و"بعد". وإن كان الفتح محفوظًا احتمل على أن الكلمة مركبة (٢) مثل: شذر مذر، وسقطوا بين بين (٣).

وفيه: "كَمَرِّ الرِّيحِ أَوْ (٤) شَدِّ الرِّجَالِ": "شد" ههنا مجرور معطوف على المجرور قبله، والتقدير: أو كشد الرجال أو عدو الرجال. ثمّ استأنف (٥) قال: "تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ"، أي: سرعتهم على قدر أعمالهم.

وفي حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهما:

(١٥٤ - ١) " إِنْ [كان] رَسُولُ اللَّهِ - صلّى الله عليه وسلم - لَيَبْعَثُهُ" (٦):

الصواب فتح اللام ورفع الفعل؛ كقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} [البقرة: ١٤٣]، التقدير: إن كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لباعثًا له. وأوقع الفعل المستقبل موضع اسم الفاعل. وهذه اللام عند البصريين عِوَضُ مَا لَحِقَ [إن] (٧) مِنَ الْحَذْفِ؛


(١) في ط: شيء.
(٢) في خ: مؤكدة.
(٣) قولهم: تفرقوا شذر مذر، وأسقطوا بين بين، ومثله: وقعوا في حيص بيص، وهو جاري بيت بيت، ولقيته صحرة بحرة، فكل هذا مبني، مركب تركيب خمسة عشر، وفتح للخفة، وموضعهما الحال، ولكلِّ تقدير؛ فالأولى معناها: ذهبوا متفرقين، والثّانية: سقطوا وسطًا.
والأصل في كلّ هذا وجود الواو بين كلّ كلمتين، ثمّ أسقطوا الواو تخفيفًا، والنية نيّة العطف.
وأمّا الشذر، فيحتمل أن يكون مأخوذًا من الشذر، وهو الذهب في معدنه مختلطًا بالحجارة، أو من الشذر وهو صغار اللؤلؤ.
والمذر من: مَذَرَتِ البيضة إذا فسدت وأبعدت، أو من البذر، وهو الزّرع؛ لأنّ فيه تفريق الحب، ومنه التبذير، فكانت الميم بدلًا من الباء.
وأصل بين بين: بين هذا وبين هذا- إلخ.
ينظر في هذا تفصيلًا: "شرح المفصل" لابن يعيش (٤/ ١١٦ - ١١٩).
(٤) في ط: و.
(٥) زيادة من ط.
(٦) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (١٧٢٢)، وفيه عمرو بن حُبْشى، قال في "التقريب": مقبول. ثمّ إن هناك عنعنة أبي إسحاق السبيعي.
(٧) سقط في خ.

<<  <   >  >>