للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: "الطَّعَامُ فيهِ كَرِيهٌ" مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لـ "يوم"، وهذا مثل قولك: كَانَ الَذَّبحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الَّذِي فيهِ الطَّعَامُ كَرِيهٌ.

وفي حديث عمرو بن العاصي (١):

(٣٢٤ - ١) " يَا أيُّها النَاسُ! ! أَلاَّ كَانَ" (٢):

"ألَّا" المفتوحة المشددة، وإذا وليها الماضي كانت توبيخًا، وإن وليها المستقبل كانت تحضيضًا، ومثلها "هذاهـ و"لولا" [و"لو ما"] (٣).

(٣٢٥ - ٢) وفي حديثه: "فَأَيَّ ذَلِكَ قَرَأتُمْ .. الحديث" (٤):

"أي" منصوبة بـ "قرأتم" (٥)، وهي شرطية، ومثله قوله تعالى: {أَيًّا مَّا تَدْعُوا} [الإسراءِ: ١١٠] فـ "أيا" منصوب بـ "تدعوا" (٦).


(١) قال الحافظ السيوطيّ رحمه الله: فائدة: قال ابن ماكولا: "ابن العاصي" بإثبات الياء على الأصح، ولكن العامة قد لهجت بحذفها منه.
وقال أبو جعفر النحاس: سمعت علي بن سليمان يقول: سمعت أبا العباس المبرد يقول: لا يجوز إِلَّا "ابن العاصي" بإثبات الياء.
قال: وهو مخالف لقول النحويين: يجوز حذف الياء؛ لأنك تقول: "عاص" ثمّ تأتي بالألف واللام بعد الحذف.
وذكر أبو جعفر محمّد بن أحمد بن معاذ الجرجاني في كلامه على "كامل" المبرد: وجدت بخط الآبدي: قال أبو بكر: قال أبو العباس: هو "عمرو بن العاصي" بإثبات الياء؛ لأنّه اعتصى بالسيف، أي: أقام السيف مقام العصى، وليس هو من العصيان. انتهى.
وقال النووي في "شرح مسلم": الفصيح في "العاصي" إثبات الياء، ويجوز حذفها، وهو الّذي يستعمله معظم المحدثين أو كلهم.
وقال الذهبي في "العذب السلسل": "العاصي" غلب عليه حذف يائه، وهو فصيح؛ كما ورد في الكتاب العزيز، كـ "الثقال"، و"التلاق". اهـ.
"عقود الزبرجد" (١/ ٢٢١).
(٢) إسناده حسن: أخرجه أحمد (١٧٣٥٤).
(٣) زيادة من ط.
(٤) إسناده حسن: أخرجه أحمد (١٧٣٦٦).
(٥) في ح: بقرأت.
(٦) زاد في "عقود الزبرجد" (١/ ٣٤٠) عن أبي البقاء قوله: وكذا حديث أم أيوب: "أيها قرأت =

<<  <   >  >>