للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه:

(٢٩٤ - ١) " مَا مِنِ امْرئ مُسْلمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا، إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يَأتِ كَبِيرَةً، وَذَلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ" (١):

يجوز فيه النصب على تقدير: وذلك في الدهر كله، فحذف حرف الجر ونصبه على الظرف، وموضعه رفع خبر "ذلك"، ويجوز رفعه على تقدير: ذلك حكم الدهر كله، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه (٢).

وفي حديث عرفجة بن ضريح، ويقال شريح الأشجعي (٣)

(٢٩٥ - ١) " فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ" (٤):

"كائنًاهـ حال من الهاء في "اضربوه"، أي: فاضربوه شريفًا أو (٥) وضيعًا، ، ويجوز أن يكون المراد [به] (٦) الصِّفَة؛ كما تقول: مررت برجل أي رجل.


= فإن قلت: فقد جعله الزمخشري منصوبًا في جواب الاستفهام! .
قلت: هو غالط في ذلك.
ينظر: "شرح شذور الذهب" (ص ٣٧٤ - ٣٧٥).
(١) صحيح: أخرجه مسلم (٢٢٨)، وفيه: "ما لم يؤت كبيرة".
(٢) وقال الطيبي: الواو في قوله: "وذلك الدهر" للحال، وذو الحال المستتر في خبر "كانت"، وهو قوله: "كفارة"، والمشار إليه إمّا تكفير الذنوب، وإما معنى "ما لم يأت كبيرة"، أي: عدم إتيان الكبيرة في الدهر كله، والوجه هو الأوّل، وانتصب "الدهر" ظرفًا لمقدر، أي: وذلك مستمر في جميع الدهر.
"عقود الزبرجد" (١/ ٢٦٠).
(٣) وقيل: الكندي، وقيل: عرفجة بن صريح - بالصاد المهملة، وقيل: ابن طريح، وقيل: ابن شريك، وقيل: ابن ذريح، وقيل غير ذلك. سكن الكوفة.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٣/ ١٠٦٣)، و "أسدّ الغابة" (٣/ ٥١٩)، و"الاصابة" (٤/ ٤٨٥).
(٤) صحيح: أخرجه مسلم (١٨٥٢)، وأبو داود (٢٧٦٢)، والنسائي (٤٠٢١)، وأحمد (١٧٨٣١).
(٥) في ط: و.
(٦) زيادة من ط.

<<  <   >  >>