للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنّ "إن" لا تعمل في الحال (١)، والتقدير: إن خالدًا كائن في الخيل ومستقر، فالعامل في الحال الاستقرار.

وفيه: "فَانْطَلَقَ يَرْكضً [نذيرًا لقريش". "نذيرًا" حال من الضمير في "يركض"، والعامل فيه "يركض"] (٢)، و"يركض" في موضع نصب على الحال من الضمير في "انطلق".

وفي حديث مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي (٣)

(٣٤٥ - ١) " لَا يُقْتَلُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بَعْدَ الْعَامِ صَبْرًا أَبَدًا" (٤):

"صبرًا" مصدر في موضع الحال، أي: لا يقتل مصبرًا (٥)، أي: محبوسًا. و "أبدًا" ظرف.


(١) قال السيوطيّ: "قال أبو الحسين بن أبي الربيع في "شرح الإيضاح": اعلم أن الحروف إذا كان لها اختصاص بالاسم أو بالفعل، فالقياس أن تعمل فيما تختص به، فإن لم يكن لها اختصاص، فالقياس ألَّا تعمل، فمتى وجدت مختصًّا لا يعمل أو غير مختص يعمل، فسبيلك أن تسأل عن العلّة في ذلك، فإن لم تجد فيكون ذلك خارجًا عن القياس".
"الأشباه والنظائر" (١/ ٢٩٦) - دار الكتب العلمية، ط. أولى سنة ١٤٠٥ هـ.
واعلم أن الأصل في عامل، الحال أن يكون الفعل أو شبهه أو معناه؛ قال الرضي: يعني بشبه الفعل ما يعمل عمل الفعل وهو من تركيبه، كاسم الفاعل واسم المفعول والصِّفَة المشبهة والمصدر، ويعني بمعنى الفعل ما يستنبط منه معنى الفعل ولا يكون من صيغته؛ كالظرف والجار والمجرور وحرف التنبيه ... ، ولم يعمل في الحال معنى حروف الاستفهام والنَّفْي؛ قال أبو علي: لأنّها لا تشبه الفعل لفظًا. وينتقض ما قاله باسم الإشارة وحرف التنبيه؛ فإنهما لا يشبهان الفعل لفظًا مع عملهما في الحال، وكذا كاف التشبيه ونحو "إن" و "أن"؛ تشبهانه لفظًا ومعنًى ولا يعملان في الحال، فالأولى إحالة ذلك إلى استعمالهم وألا نعلله.
"شرح الكافية"، للأستراباذي (١/ ٢٠١).
(٢) سقط في خ.
(٣) كان اسمه العاصي، فسماه النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - مطيعًا. أسلم يوم الفتح، قالوا: ولم يدرك من العصاة (يعني ممّن سُمُّوا العاصي) من قريش الإسلام أحد غير مطيع بن الأسود هذا، وهو من المؤلِّفة قلوبهم. وأوصى إلى الزبير بن العوام. مات في خلافة عثمان بالمدينة، وقيل: قتل يوم الجمل.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٤/ ١٤٧٦)، و "الإصابة" (٦/ ١٣٤).
(٤) صحيح: أخرجه أحمد (١٤٩٨٢)، وهذا لفظه، ومسلم (١٧٨٢)، والدارمي (٢٣٨٦).
(٥) الصواب أن يقول: مصبورًا؛ لأنّه اسم مفعول من: صبره يصبره، فهو مصبور، ومنه الحديث: نهى عن المصبورة.

<<  <   >  >>