للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنّ أصله: "إنّه كان". وقال الكوفيون: "إن" بمعنى "ما"، واللام بمعنى "إِلَّا" (١)، ومثله قوله تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ} [يس: ٣٢].

وفي حديث الحكم بن حَزْن الكُلْفي (٢):

(١٥٥ - ١) " قَدِمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلّى الله عليه وسلم - سَابِعَ سَبْعَةٍ أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ" (٣):

الجيد النصب على الحال، والمعنى: أحد سبعة، أو أحد تسعة؛ كقوله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} (٤) [التوبة: ٤٠]، ويجوز الرفع على تقدير: وأنا سابع سبعة، فيكون خبر مبتدأ محذوف، والجملة حال.

وفي حديث أبي بصرة الغفاري، واسمه حميل (٥) بن بصرة:

(١٥٦ - ١) " إن اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً فَصَلُّوهَا في مَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ،


(١) ويسمونها "لام إِلَّا"، ويجعلون "إن" ههنا بمنزلة "ما" في الجحد. ورد عليهم أبو إسحاق الزجاجي في كتاب "اللامات" (ص ١١٥) بتحقيق د. مازن المبارك.
(٢) صحابي، من كُلْفة من بني تميم. قال ابن عبد البرّ: له حديث واحد ليس له غيره. يعني هذا الّذي معنا.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (١/ ٣٦١)، و "أسدّ الغابة" (١/ ٥١١)، و"الإصابة" (٢/ ٩٩).
(٣) صحيح: أخرجه أبو داود (١٠٩٦)، وأحمد (١٧٤٠٠)، وصححه الشّيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود برقم (٩٧١).
(٤) قال ابن أبي العز الهمذاني: "وللقوم في هذا مذهبان:
أحدهما: يقولون: ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة، وخامس خمسة إلى عاشر عشرة، على التّأويل المذكور (يعني أحد اثنين، وثلاثة، ... ) إذا كان المضاف إليه من جنس المضاف لكونه مشتقًا منه، أعنى المضاف من المضاف إليه، والإضافة حقيقة.
والثّاني: يقولون: ثالث اثنين، ورابع ثلاثة، وخامس أربعة إلى عاشر تسعة، بمعنى: ثَلَّث الاثنين، وخمَّس الأربعة بمصيره فيهم بعد أن لم يكن، والإضافة غير محضة لكون المضاف إليه من غير جنس المضاف ... ".
ينظر: "الفريد في إعراب القرآن المجيد" (٢/ ٤٦٩).
(٥) وقيل: جُمَيل. قال ابن عبد البرّ: وأصح ذلك جميل. سكن الحجاز ثمّ تحول إلى مصر، وله بها دار. قال ابن يونس: شهد فتح مصر واختط بها، ومات بها، ودفن في مقبرتها. وقال أبو عمر: ويقال: إن عزة الّتي يشبب بها كثير عزة هي بنت ابنه. وأنكر ذلك ابن الأثير.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٤/ ١٦١١)، و"أسدّ الغابة" (٥/ ٣٤)، و"الإصابة" (٧/ ٤٣).

<<  <   >  >>