للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣٢٦ - ٣) وفي حديثه: "إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ انْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (١):

"شهادة" مرفوع لا غير؛ لأنّه خبر "إن"، تقديره: إن أفضل الأشياء شهادةُ، و"ما" بمعنى "الّذي" و"نعد" صلتها، والعائد محذوف، أي: نعده. ولا يجوز أن تنصب "شهادة" بـ"نعد"؛ لأنّه يصير من صلة "الّذي"، فتحتاج "إنَّ" إلى خبر وليس في اللّفظ خبر ولا لتقديره (٢) معنى.

(٣٢٧ - ٤) وفي حديثه: "وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ أَمْ تَأَلُّفًا" (٣):

هما منصوبان مفعول لهما، أي: لا أدري هل ولائي لمحبته أو لتأليفه (٤) إياي (٥).

وفي حديث عمرو بن عبد اللَّه أبي عياض القاري (٦):

(٣٢٨ - ١) " وإِنِّي أُورَثُ (٧) كَلَالَةً" (٨):


= أجزأك"، قال: وأجاز قوم الرفع في مثل هذا على أنّه مبتدأ، و"قرأت" نعت له، و"أجزأك" الخبر.
(١) صحيح: أخر جه مسلم (١٢١).
(٢) في ح: تقديره.
(٣) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (١٧٣٢٧).
(٤) في ط: لتالفه.
(٥) قال السيوطيّ رحمه اللَّه: في النسخة: "أحبا كان ذلك"، فيكون خبر كان.
"عقود الزبرجد" (١/ ٣٤٢).
قلت: وهذا الّذي أشار إليه اليوطي هو الّذي معنا في النسخة الموجودة من "المسند".
(٦) ويقال: عمرو بن القاري، وكذا يجيء في الروايات، وهو من بنى القَارَة بن الديش. والقصة المذكورة في مرض سعد بن مالك رضي الله عنه، وذلك أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده، وذلك بعدما رجع من الجعرانة وقسم الغنائم وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، فقال سعد: يا رسول الله! إن لي مالًا كثيرًا ... الحديث.
وينظر ترجمة القاري في: "الاستيعاب" (٣/ ١١٩١)، والإصابة (٤/ ٦٥٧).
(٧) في خ: أرث.
(٨) إسناده ضغيف: أخرجه أحمد (١٦١٤٨)، وفيه عمرو بن القاري، قال الحافظ: مجهول.
إِلَّا أن للحديث شاهدًا صحيحًا من حديث جابر بن عبد اللَّه قال: جاء رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصب عليَّ من وضوئه، فعقلت، فقلت: يا رسول الله، لمن الميراث، إنّما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض". =

<<  <   >  >>