للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث جُنْدَب بن عبد الله البجلي (١):

(١٢٨ - ١) قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: .. فَإنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ (٢)، ثُمَّ يَكُبُّهُ عَلَى وَجْهِهِ" (٣):

يجوز فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: ضم الباء على أنّه مستأنف، أي: [ثمّ] (٤) هو يكبه؛ كقوله تعالى: {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} [عمران: ١١١].

والثّاني: فتح الباء على أنّه مجزوم معطوف على جواب الشرط.

والثّالث: كسر الباء جزمًا أيضًا. وجاز فتح الباء وكسرها لالتقاء الساكنين، كقوله: مُدَّه ومُدِّه، ودليل الجزم قوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمّد: ٣٨].

* * *


= قول الخليل رحمه الله! . قال ابن يعيش: ويسميه النحويون أحسن القبيحين، وذلك أن الحال من النكرة قبيح، وتقديم الصِّفَة على الموصوف أقبح.
ينظر: "الكتاب" (٢/ ١١٢)، و"شرح المفصل" (٢/ ٦٤).
(١) هو أبو عبد الله، جندب بن عبد الله بن سفيان، البجلي العَلَقي. له صحبة ليست بالقديمة، سكن الكوفة ثمّ انتقل إلى البصرة. له رواية عن أبي بن كعب وحذيفة بن اليمان، وأخرج حديثه الستة. قال البغوي: هو جندب بن أم جندب. وقال ابن حبّان: هو جندب الخير. مات ما بين الستين والسبعين.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (١/ ٢٥٦)، و"أسدّ الغابة" (١/ ٣٦٠)، و"تهذيب التهذيب" (٢/ ١٠١).
(٢) في خ: ثمّ يدركه.
(٣) صحيح: وهو بلفظه في مسلم (٦٥٧)، وأخرجه التّرمذيّ (٢٢٢)، وأحمد (١٨٣٢٦).
(٤) سقط في ط.

<<  <   >  >>