للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الّذي يظهر عند أهل اللُّغة أن تكون الكلمتان اسمين معربين بوجوه الإعراب، ويدخلهما الألف واللام، والمشهور في الحديث بناؤهما على الفتح على أنّهما فعلان ماضيان، فعلى هذا يكون التقدير: نهى عن قول قيل وقال، وفيهما ضمير فاعل مستتر، ولو روي عن قيلٍ وقالٍ [بـ] الجر والتّنوين جاز (١).

(٢٩٠ - ٤٢) وفي حديثه: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الإِقَامَةِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ" (٢):

الوجه هو الرفع على البدل من موضع "لا صلاة"، والنصب ضعيف، وقد بين ذلك في مسائل النحو، ومثل ذلك "لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ".

(٢٩١ - ٤٣) وفي حديثه: / "عَلَيْكَ السَّمع وَالطَّاعَةُ" (٣):

بالرفع على أنّه مبتدأ وما قبله الخبر، وهذا لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر، أي: اسمع وأطع على كلّ حال. فإن جاء في بعض الروايات منصوبًا فهو على الإغراء؛ كقوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (٤) [المائدة: ١٠٥].


(١) وفي "اللسان" (قول): "قال أبو عبيد: في قوله: "قيل وقال" نحوٌ وعربيّةٌ؛ وذلك أنّه جعل القال مصدرًا؛ ألَّا تراه يقول عن قيل وقال، كأنّه قال: عن قيل وقول؟ يقال على هذا: قلت قولًا وقيلًا وقالا، قال: وسمعت الكسائي يقول في قراءة عبد اللَّه: "ذلك عيسى بن مريم قالُ الحقِّ الّذي فيه يمترون"، فهذا من هذا، كأنّه قال: قول الحق ... الفراء قال: فكانتا كالاسمين، وهما منصوبتان، ولو خفضتا على أنّهما أخرجتا من نيّة الفعل إلى نيّة الأسماء كان صوابًا ... ".
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٧١٠)، وأبو داود (١٢٦٦)، والترمذي (٤٢١)، والنسائي (٨٦٥)، وابن ماجه (١١٥١)، والدارمي (١٤١٢)، وأحمد (٨١٧٩)، وهذا لفظ أحمد.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (١٨٣٦)، وأحمد (٨٧٣٠).
(٤) قال أبو حيان: وذكروا في مناسبة هذه الآيات لما قبلها أنّه لما بين أنواع التكاليف ثمّ قيل: {ما على الرسول إِلَّا البلاغ} .. إلى قوله: {وإذا قيل لهم تعالوا} الآية.
كان المعنى أن هؤلاء الجهال مع ما تقدّم من المبالغة في الإعذار والإنذار، والترغيب والترهيب، لم ينتفعوا بشي. منه، بل بقوا مصرين على جهلهم، فلا تبالوا أيها المؤمنون بجهالتهم وضلالتهم؛ فإن ذلك لا يضركم، بل كونوا منقادين لتكاليف اللَّه، مطيعين لأوامره، و"عليكم" من كلم الإغراء، وله باب معقود في النحو، وهو معدود في أسماء الأفعال، فإن كان الفعل متعديًا كان اسمه متعديًا، وإن كان لازمًا كان لازمًا، و"عليكم" اسم لقولك: الزم، فهو متعد، فلذلك نصب المفعول به، والتقدير هنا: عليكم صلاح أنفسكم، أو هداية أنفسكم، وإذا كان المغرى به مخاطبًا، جاز أن يؤتى بالنفس بدل الضمير، فتقول: عليك نفسك؛ كما في =

<<  <   >  >>