للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٢٥٩ - ١١) وفي حديثه حديث إسلام أبي طالب: "لَوْلَا تُعَيَّرُنِي قُرَيْشٌ" (١):

"لولا" هذه يقع بعدها الاسم، وقد جاء الفعل بعدها، و"أن" معه مقدرة، أي: لولا أن تعيرني قريش، وإذا حذفت "أن" فمن العرب من يرفع الفعل المذكور، ومنهم من ينصبه بتقدير "أن". ويجوز أن يكون [ذلك] (٢) الفعل ماضيًا ومستقبلًا. ونظيره في حذف "أن" قولهم في المثل المشهور (٣):

تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، أي: أن تسمع. قال الشاعر (٤): [الوافر]

(٣٠) وَقَالُوا مَا تَشَاءُ فَقُلتُ أَلْهُو ... إِلَى الإصْبَاحِ آثَرَ ذِي أَثِيرِ

أي: أن ألهو (٥). ويدلُّ على أن "لولا" هذه الّتي تقتضي الاسم أن لها جوابًا، وهو قوله: "لأقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَك (٦) ".

(٢٦٠ - ١٢) وفي حديثه: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ يَعْصِينِي فَقَدْ


(١) صحيح: أخرجه مسلم (٢٥)، والترمذي (٣١٨٨)، وأحمد (٩٣١٠)، ولفظه عندهم: "لولا أن تعيرني قريش. ."بإثبات "أن".
(٢) زيادة من ط.
(٣) يضرب لمن خبره خير من مرآه، ويروى: "لأنّ تسمع بالمعيدي خير ... "، و"أن تسمع "، ويروى: "تسمع بالمعيدي لا أن تراه". قال الميداني: والمختار: أن تسمع.
ينظر: "مجمع الأمثال" (١/ ٢٢٧).
(٤) البيت لعروة بن الورد أحد صعاليك الجاهلية، وهو في "ديوانه" (ص ٣٢)، (طبعة دار صادر)، ، و"اللسان" (أثر)، ، وبلا نسبة في "الخصائص" (٢/ ٤٣٣)، و "شرح المفصل" (٢/ ٩٥)، و"المحتسب" (٢/ ٣٢)، و "تذكرة النحاة" (ص ٥٣٦).
والشّاهد فيه هنا: مجيء الفعل بدون "أن" المصدرية، والأصل: أن ألهو، فأقام الفعل مقام المصدر، ومنه قول طرفة:
ألَّا أيهذا اللائمي أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
بنصب "أحضر".
(٥) وأمّا نصب الفعل بـ "أن" مضمرة من غير بدل، فمذهب الكوفيين إعمالها كما هنا، وأمّا البصريون فيمنعون ذلك، ويخرجون النصب على الخطأ والشذوذ.
انظر في هذه المسألة: "الإنصاف" (٢/ ٥٥٩ - ٥٧٠)، و"شرح ابن عقيل" (٢/ ٢٨٣).
(٦) في خ: عينيك.

<<  <   >  >>