للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصل "لَا يَقْرُونَنَا"، فالنون الأولى علامة رفع الفعل، وهو هنا مرفوع، و"نا" ضمير الجماعة وهو مفعول إِلَّا أنّه حذف نون الرفع لتوالي نونين، ومثله قوله تعالى: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: ٥٤]، في قراءة من كسر النون (١).

(٣٠٠ - ٥) وفي حديثه: "يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأيَّامُ التَّشْرِيقِ عيدُنَا - أَهْلَ الإِسْلَامِ -" (٢):

" أَهْلَ" بالنصب على إضمار "أعني" أو "أخص"؛ كقوله - صلّى الله عليه وسلم -: "نَحْنُ - مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءَ - " (٣)، ، ويجوز الجر على البدل من الضمير المجرور بـ "عيد"، كأنّه قال: عيد أهل الإسلام.

(٣٠١ - ٦) وفي حديثه: "ثُمَّ صَلَّى غَيْرَ سَاهٍ" (٤):


= المصنِّف، والحديث عند مسلم (١٧٢٧)، وأبي داود (٣٧٥٢).
(١) قرأ ابن كثير ونافع بكسر النون، وشددها ابن كثير، وقرأ الباقون بفتحها. قال الأزهري: من قرأ "فبم تبشرون" بكسر النون مشددة، فالأصل " تبشرونني"، وأدغمت إحداهما في الأخرى وشددت، وكسرت لتدل على ياء الإضافة. ومن خفف النون فإنّه يحذف إحدى النونين لثقلهما؛ كما قال عمرو بن معد يكرب:
تراه كالثغام يُعِلُّ مِسْكًا ... يسوء الفاليات إذا فليني
أراد: فلينني، فحذف إحدى النونين.
ينظر: "معاني القراءات" (٢/ ٧٠)، و"النشر" (٢/ ٣٠٢)، و"الحجة" لابن خالويه (ص ٢٠٦). وفي توجيه الحديث: "شواهد التوضيح" (ص ١٧٠).
(٢) صحيح: أخرجه أبو داود (٢٤١٩)، والترمذي (٧٧٣)، والنسائي (٣٠٠٤)، وأحمد (١٦٩٢٨). وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (٢١١٤).
(٣) قال الحافظ - رحمه الله - في "الفتح" (١٢/ ١٠):
"وأمّا ما اشتهر في كتب أهل الأصول وغيرهم بلفظ "نحن معاشر الأنبياء لا نورث"، فقد أنكره جماعة من الأئمة، وهو كذلك بالنسبة لخصوص لفظ "نحن"، لكن أخرجه النسائي من طريق ابن عيينة عن أبي الزِّناد بلفظ: "إنا معاشر الأنبياء لا نورث" الحديث، أخرجه عن محمّد بن منصور عن ابن عيينة عنه، وهو كذلك في "مسند الحميدي" عن ابن عيينة، وهو من أتقن أصحاب ابن عيينة فيه. وأورده الهيثم بن كليب في "مسنده" من حديث أبي بكر الصديق باللفظ المذكور. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" بنحو اللّفظ المذكور. وأخرجه الدارقطني في "العلل" من رواية أم هانىء عن فاطمة عليها السّلام عن أبي بكر الصديق، بلفظ "إن الأنبياء لا يورثون". اهـ.
قلت: وما أشار إليه الحافظاهر في "السنن الكبرى" (٤/ ٦٤) بإسناد صحيح.
(٤) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (١٦٩٦٠)، (١٦٩٩٥)، وفيه من لم يسم، وعلة أخرى، وهي: =

<<  <   >  >>