للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣٩) فأَنَا ابْنُ قَيْسٍ لَا بَرَاحْ

ويقوي الرفع ما فيه من التكرير (١).

وإما أن تبطل عمل "لا" فيكون مبتدأ محذوف الخبر.

"ولا تنقِّث ميرتنا تنقيثا" القياس أن يكون "تنقث" بالتشديد؛ لأنّ المصدر قد جاء على التفعيل، فهو مثل يكسر تكسيرًا، ويقتل تقتيلًا. [فإن صحت الرِّواية بالتخفيف فوجهه أن يكون المصدر واقعًا موقعٍ غير المصدر؛ كقوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (٢) [المزمل: ٨]، {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا} [آل عمران: ٣٧] أي إنباتًا] (٣).

(٤٠٠ - ١٣) وفي حديثها حديث صيام يوم عاشوراء: "فَلَمَّا قَدِمَ المَدينَةَ صَامَهُ وأمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الفَرِيضَةَ" (٤):

لك في "الفريضة" الرفع على أن يكون "هو" مبتدأ و"الفريضة" خبره، والجملة في موضع نصب على أنّه خبر "كان، ولك النصب على أن يكون "هو" فصلًا لا موضع له، و"الفريضة" خبر "كان"، ومثله قوله تعالى: {إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} [الأنفال: ٣٢] قرئ بالرفع والنصب على ما ذكرنا (٥).


(١) ومثله قول القائل: "لا حول ولا قوة إِلَّا بالله"، وقول الشاعر:
لا نسب اليوم ولا خلة ... اتسع الخرق على الراقع
وهي مسألة معروفة في النحو إذا تكررت "لا" النافية للجنس، واسمها.
يظر: "شرح شذور الذهب" (ص ١٢١ - ١٢٤).
(٢) وذلك أن القياس أن يقول: تَبَتُّلًا.
وانظر: "التبيان" (٢/ ١٢٤٧).
(٣) سقط في خ، وقد علّق المحقق على الآية الثّانية فقال: هكذا في الأصل، ولعلّه يريد الآية {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: ١٧].
قلت: وهذا وَهَمُ منه - عفا الله عنه -؛ فالآية مشهورة معروفة في آل عمران، وهي تؤدي معنى آية نوح الّتي اشتهر ضرب المثل بها على هذه المسألة.
(٤) صحيح: أخرجه أبو داود (٢٤٤٢)، والترمذي (٧٥٣)، والدارمي (١٧٦٣)، ومالك (٦٦٥)، وأحمد (٢٣٧١٠).
(٥) قرأ برفع الحق: الأعمش وزيد بن علي، قال أبو حيان: وهي جائزة في العربيّة، فالجملة خبر كان وهي لغة تميم، يرفعون بعد "هو" الّتي هي فصل في لغة غيرهم. "البحر المحيط" (٤/ ٤٨٨).

<<  <   >  >>