(٢) "المحتسب (١/ ٩٩)، إِلَّا أن ابن جني حملها هنا - وهي قراءة أبي السمال العدوي - على معنى "بل"؛ قال: فكأنّه قال: بل كلما عاهدوا عهدًا، بل أكثرهم لا يؤمنون. ثمّ استشهد يقول ذي الرمة: [الطويل] بدت مثل قرن الشّمس في رونق الضحى ... وصُورَتهَا أو أنت في العين أملح وأمّا قول أبي البقاء رحمه الله: " ... بسكون الواو، وذلك من تَسكين المفتوح لثقل الحركة على "الواو"، فهذا لا يسلم له؛ فـ "المفتوح لا يسكن استخفافًا، إنّما ذلك في المضموم والمكسور، نحو: كَرْم زيد، وعلْم الله" على حد تعبير ابن جني نفسه. وانظر: "الخصائص" (٢/ ٤٥٩ - ٤٦٠). (٣) صحيح: أخرجه البخاريّ (٣٨٢١)، ومسلم (٢٤٣٧)، وأحمد (٢٤٦٤٥). (٤) ومنه تعلم خطأ ما نقله ابن حجر - رحمه الله - عن أبي البقاء في "الفتح" (٧/ ١٧٤) من إجازته "النصب على الصِّفَة أو الحال"، وذلك على رواية البخاريّ: فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر، ... الحديث. فإن صح ما نقله ابن حجر، فلعلّ ذلك يكون في نسخة أخرى لكتاب أبي البقاء لم تصلنا! ! . وأمّا الشدق، فجانب الفم، قال القرطبي: قيل: معنى "حمراء الشدقين": بيضاء الشدقين، والعرب تطلق على الأبيض الأحمر؛ كراهة اسم البياض، لكونه يشبه البرص، ولهذا كان - صلّى الله عليه وسلم - يقول يقول لعائشة: يا حميراء. ثمّ استبعد القرطبي هذا؛ لكون عائشة أوردت هذه المقالة مورد التنقيص، فلو كان الأمر كما قيل لنصت على البياض؛ لأنّه كان يكون أبلغ في مرادها. قال: والذي عندي أن المراد بذلك نسبتها إلى كبر السن؛ لأنّ من دخل في سن الشيخوخة مع قوة في بدنه يغلب على لونه غالبًا الحمرة المائلة إلى السمرة. كذا قال، والذي يتبادر أن المراد بالشدقين ما في باطن الفم، فكنت بذلك عن سقوط أسنأنّها حتّى لا يبقى داخل فمها إِلَّا اللّحم الأحمر من اللثة وغيرها، وبهذا جزم النووي وغيره". "فتح الباري" (٧/ ١٧٤).