للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهكين من صدإ الحديد كأنّهم ... تحت السنوّر جنّة البقّار

وقال مسلم بن الوليد يمدح بعض آل المهلّب:

تراه في الأمن في درع مضاعفة ... لا يأمن الدهر أن يأتي على عجل

فجعله ملتزماً للبسها وغير عار منها. وقال الأعشى فذهب مذهب الأوّل:

وإذا تجئ كتيبة ملمومة ... خرساء يغشى الذائدون نهالها

كنت المقدّم غير لابس جنّة ... بالسيف تضرب معلماً أبطالها

وعلمت أن النفس تلقى حتفها ... ما كان خالقها المليك قضى لها

يمدح بهذا الشعر قيس بن معدي كرب الكنديّ. ولما أنشد كثيّر عبد الملك بن مروان قوله:

على ابن العاصي دلاص حصينة ... أجاد المسدّي سردها وأذالها

" يؤود ضئيل القوم حمل قتيرها ... ويستضلع القرم الأشمّ احتمالها "

قال له عبد اللمك: هلاّ قلت كما قال الأعشى؟

كنت المقدّم غير لابس جنّة

فقال له كثيّر: كلاّ. إن الأعشى وصف صاحبه بالخرق ووصفتك بالحزم. وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم درع إذا علّقت بزرافينها شمّرت وإذا أرسلت مسّت الأرض، وكان لا يشاهد الحروب إلاّ بها، وقد ظاهر في بعض تلك المواطن بين درعين وذلك يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>