قد وثق القوم له بما طلب ... فهو إذا جلّى لصيد واضطرب
عرّوا سكاكينهم من القرب
وابن مقبل هو تميم بن أبيّ بن مقبل من بني العجلان بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة شاعر مخضرم يكنى أبا كعب. ومثل ما تقدم أن الحجاج كتب إلى عبد الملك بن مروان يعظم له أمر قطريّ، فكتب إليه عبد الملك: أوصيك بما أوصى به البكري زيداً فلم يدر ما هو، فقال لحاجبه: ناد في الناس من أخبر الأمير بما أوصى به البكري زيداً فله عشرة آلاف درهم، ففعل فقال رجل أنا أخبره، فأدخل إلى الحجاج فقال له: قل، قال: نعم. إن موسى بن جابر الحنفي قال لابن عمه زيد:
أقول لزيد لا تترتر فإنهم ... يرون المنايا دون قتلك أو قتلي
فإن وضعوا حرباً فضعها وإن أبوا ... فشدّ وقود النار بالحطب الجزل
وإن عضّت الحرب الضروس بنابها ... فعرضة حدّ الحرب مثلك أو مثلي
فقال: صدق أمير المؤمنين عرضة الحرب مثله أو مثلي.
وأنشد أبو علي " ١ - ١٦، ١٥ " لامرئ القيس:
نمشّ بأعراف الجياد أكفّنا
وصلة البيت بجمع رواية الطوسي والأصمعي:
فظلّ لنا يوم لذيذ ونعمة ... فقل في مقيل نحسه متغيّب
كأنّ عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقّب
نمشّ بأعراف الجياد أكفّنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهّب