عزائي الناس عن شغب فقلت لهم ... ليس الأسى بسواء والأسى عبر
وقال الشمردل:
إذا ما أتى يوم من الدهر بيننا ... فحياك عني شرفه وأصائله
وأنشد أبو علي:
ما للكواعب يا عيساء قد جعلت ... تزور عني وتطوى دوني الحجر؟
قال ابن الأعرابي: هذا الشعر لعبد من عبيد بجيلة أسود. وفيه ذب الرياد: أصله ذبب وهو الذي عضه الذباب، فهو لا يستقر مثل نعر: للذي عضه النعرة وأصلها في الحمر. والرياد: مصدر راد يرود إذا طلب المرعى، يقال راد ريادا مثل عادد عيادا، ويحتمل أن يكون ذب الرياد من قولك هو يذب ذبا أي يطرد ثم نعته بالمصدر مثل صوم وعدل، أي إنه ذب في رياده لا يقر في مجيئه وذهابه، ويحتمل أن يكون الرياد جمعا لرائد كتاجر وتجار وقائم وقيام، فيريد بذب الرياد الذب منها، كما تقول فارس القوم، قال طهمان بن عمرو الكلابي:
ومن ناشط ذب الرياد كأنه ... إذا راح من برد الكناس فنيق
يعني ثورا وحشيا، وقال أبو حية النميري:
أذلك أم ذب الرياد خلا له ... لوى وكثيب مزبئر خمائله
ذب الرياد: أي كثير الذهاب والمجيء، وروى ابن الأنباري عن أحمد بن عبيد: