للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه، (ولم يستغن في دفع خيله ركوب عزّ وبعد رسول عنه) (١) فاستخار الله سبحانه وتعالى، وعزم والنصر يرفرف عليه، والتأييد ينظر بعين العناية إليه. وقد راق منظره، وحقّق خبره وخبره. والمنازل تهاداه، والألطاف الإلهية (٢) متكفّلة بحسن معاده ومبداه.

فلمّا حلّ مولانا السلطان بدمشق وقد تبرّجت له بزهر أزهارها، وفرشت لوطيء جواده فرش أنهارها. والأغصان قد تمايلت بسماع إدانة الأرض (له) (٣) طربا، والطيور قد عادت باسمه الشريف من جملة / ٨٠ ب / الخطبا (٤). والأكمام قد رفعت عن يانع ثمرها، لضيافة قدومه كمامها. والسماء قد امتدّت لوقاية قمر وجهه أن تدركه الشمس غمامها فحلّ قلعتها حلول الزهرة في شرفها، والدّرّة في صدفها، وأهل الجنان في غرفها، والآيات البيّنات في صحفها.

فحين استجمّ - خلّد الله سلطانه - تقدّم أمره العالي بحضور الشيخ المذكور مع من معه من حلب، وطلبه فنجح بشرعة امتثاله ذلك الطلب. وأمهل إلى أن استراح ثلاثة أيام. ثمّ استدعي وقد جلس مولانا السلطان على كرسيّ سلطانه في صورة لا شكّ أنّها (أحسن) (٥) الصّور، وهيئة تدهش ذوي النظر. وقد تجمّلت خواصّ مماليكه بأحسن مدّخرها من الملابس، وبرزت في هيئة إبريز لا شكّ أنها نار قابس.

ودخل هذا الشيخ في هيئة الفقراء معمّما بفوطة مرخاة، لها عذبة بدلق، طوى كمّيه وجمجم. وفي خدمته أتابك، وشمس الدين ابن التّيتي.

وكان هذا الشيخ يميل إلى الشقرة، فلما شاهد وجه / ٨١ أ / مولانا (السلطان) (٦) أعظم خلق الله بتنزيهه وتقديسه، وتمتّع من كلّ من مولانا السلطان وملبسه بنفيسه. فرأى مولانا السلطان لح‍ (. . . . . .) (٧) وأمر بإجلاسه، تنويها من


(١) ما بين القوسين شطب عليه المؤلّف.
(٢) في الأصل: «اللاهية».
(٣) كتبت فوق السطر.
(٤) في الأصل: «الخطباء» بإثبات الهمزة، وهذا لا يتفق في السجع.
(٥) عن الهامش.
(٦) مطموسة في الأصل.
(٧) هنا كلمتان مطموستان.

<<  <   >  >>