للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت ولا مثل والأقدار تخدمها ... حتى سرى ذكرها في الناس كالمثل

/ ١٣١ أ / أغرر عليّ بأن أحيا إلى زمن ... أراه فيه عن الدنيا بمنتقل

أبكي وأنكي لمن كانت مقالته ... ونحن أغلظ أكبادا من الإبل

لهفي عليه لقد غمّت مصيبته ... وعمّت الناس من حاف ومنتعل

وصيّرت كلّ قلب بعد فرغته ... من الشواغل بالأحزان في شغل

وأضرمت في الحشا نارا تأجّج في ... فيض المدامع مثل العارض الهطل

إن زال عن ملكه بالموت إنّ له ... عند الإله لملكا عنه لم يزل

في جنّة الخلد في أعلا (١) ... القصور على أعلا (١) الأسرّة يحبى أشرف الحلل

فهو السّعيد إذا دنيا وآخرة ... عن عهده السّعد في الدّارين لم يحل

مضى وخلّف فينا من لسنّته ... أحيى (٢) ويسّر ما للخير من سبل

وسدّ من بعده إذ حلّ سدّته ... بأهبة (٣) الملك ما للدهر من خلل

«الأشرف» الملك المغني بصولته ... عن القواضب والعسالة الذّبل

/ ١٣١ ب / نصّ الشهيد عليه نصّ مختبر ... من حاله الحال بالتفصيل والجمل

فالله يبقي عليه ملكه أبدا ... لا يبتغي عنه طول الدّهر من حول

[فتح عكّا]

ولمّا قضى الله في مولانا السلطان بما قضى، وقابل ولده الملك الأشرف (مصابه) (٤) بالتسليم والرضى (٥)، اقتضى برّه أن لا يضيّع سعي والده، وإن كان الله قد كتب أجره ووفى برّه. {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} (٦).

ثمّ عزم مولانا السلطان الملك الأشرف وقصدها بجيوش والده الذين كانوا أعدّوا لاستئصالها، وتأهّبوا لنضالها، فقصدها على ما رتّبه والده من التّهيئة (٧) لحصارها، فوجد الأمور عند توجّهه وقد جهّزت، والمجانيق وقد تأهّبت، فغزاها صورة ووالده - رحمه الله - معنى، وعنى بوصيّة والده فيها فنفّذها / ١٣٢ ب / وما


(١) الصواب: «أعلى» في الموضعين.
(٢) الصواب: «أحيا».
(٣) الصواب: «بأبّهة».
(٤) عن الهامش.
(٥) الصواب: «والرضا».
(٦) سورة النساء: الآية ١٠٠.
(٧) في الأصل: «التهياة».

<<  <   >  >>