للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خيراتها التي هي لقدومه معتدّة. فتمتّع بها وتمتّعت، وسجدت أغصانها برؤوس (١) أكمام الثمار لله شكرا / ٨٢ ب / حين به كما يسّر (اجتمعت) (٢). وأنشد لسان حالها:

إياب كما آب الحسام إلى الغمد ... وعود كما عاد الندى شجر الورد

هذه صورة الحال في أمر رسول التتار أوّلا وثانيا.

ذكر حزم مولانا السلطان

عند سفره من كرسي ملكه لمثل ذلك وغيره

كان مولانا السلطان عندما يبرز دهليزه المنصور بظاهر القاهرة، ويعزم منصوره (وما زال) (٣) الله ناصره، يتقدم أمره العالي إلى والي القاهرة ومصر المحروستين بالاحتراز التّامّ على الرعيّة ظاهرا وباطنا. وأن يخفرهم الولاة بأنفسهم سكنا وساكنا. وأن يواصلوا بأوراق الصباح، وتعريف سعر الغلاّت وأوراق زيادة النيل مع كل بريد. وأن لا يخلوا (٤) علمه الشريف من متجدّد كلّ يوم جديد. ويتقدّم إلى ولده ووليّ عهده السلطان الملك الصالح بأن يلاحظ هذه الأمور، وأن يحسن الخلافة على من استرعاه من الجمهور / ٨٣ أ / ويؤكّد على أخيه السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل في أن لا يناهب أخاه نهيا ولا أمرا، وأن يلزم معه الأدب سرّا وجهرا. فإذا لم يبق إلاّ الركوب من قلعته تقدّم أمره بكتابة تذكرة بتفصيل ما أجمله من وصيّته، ويشملها بخطّه الشريف، ويتقدّم إليه بأن يجعلها نصب عينيه، وأن يراجعها في كل أمر يعزم عليه.

ذكر نصّ بعض ما كتب له من التذاكر

فمن ذلك ما هو بخطّ الصاحب محيي الدين بن عبد الظاهر وهو بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذه تذكرة مباركة نافعة بما يتأمّله المقام العالي، السلطاني، الملكي، الصالحي، العلائي، أعزّ الله نصره، ملاحظا، ويكون راجعا إليه، ومسندا عنه، ومتمسّكا به، ومراقبا له، ومستكثرا منه. / ٨٣ ب / وبالله تعالى التوفيق.


(١) في الأصل: «بروس».
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) عن الهامش، وكتب لفظ الجلالة مرتين: في الهامش والمتن.
(٤) كذا، والصواب: «يخلو» من غير ألف.

<<  <   >  >>