للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتّم الله قتلهم حتى أمسى ... كلّ نقب في سورهم أخدودا

/ ١٣٤ ب / خرّبوا مسجد الصّالح فيها ... فأتاهم ما كان أردى ثمودا (١)

وبه عاد هلك عاد إليهم ... إذ له المؤمنون أمسوا شهودا (٢)

عجبا يا خليل نارك برد (٣) ... وهي تشوي من الفرنج الكنودا (٤)

أنجز الله وعده لك بالنصر ... وللمؤمنين أنسى قصودا

فاشكر الله واغتنم للنصر ... فاجئ صورا وصيدا مبيدا

أنت يا ابن المنصور منصور ... جاءت لك بشرى أخرى تحتّ البريدا

دمت للناس ملجأ وعلى ... الخلق سياجا وللوجود وصيدا

وقلت مهنّئا أيضا بهذه الغزوة وكتبت بها إليه

حكمت برفع لوائك الأقدار ... فإليك بالنصر العزيز يشار

فعلت مهابتك التي أعطيتها ... بالرعب ما لا تفعل الأنصار

كما نزلت على الفرنج (٥) ... مطلّبا

دهشوا لما قد شاهدوه وحاروا

سقطت قواهم إذا أتيت بعسكر ... ملأ الفيافي والقفار فخاروا

/ ١٣٥ أ / أقبلت والأتراك حولك أنجم ... وتمام وجهك بدرها السّيّار

وعليك (أبّهة) (٦) ... تلوح وهيبة

وجلالة وسكينة ووقار

راموا الفرار وقد رأوا ما هالهم ... أنّا (٧) يكون مع الهلاك فرار

سجدت لديك تقبّل الأرض التي ... شرفت وانطوت حولك الأسوار

صبّحتهم وديارهم معمورة ... فغدت خرابا لها آثار

وقراهم لمّا نزلت عليهم ... أرواحهم جادت بها الأعمار


(١) إشارة إلى النبيّ صالح عليه السلام وقوم ثمود، في قوله تعالى: وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً سورة الأعراف: الآية ٧٣.
(٢) إشارة إلى الآية رقم ٧ من سورة البروج: وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ.
(٣) إشارة إلى الآية رقم ٦٩ من سورة الأنبياء: قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ. وقوله: «يا خليل» أي السلطان الأشرف، وهو يتّفق مع خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.
(٤) في الأصل: «الجلودا» ثم شطب عليها، وكتب فوقها: «الكنودا». والكنود: مفردها: كند، وهو الأمير.
(٥) عند الفرنج.
(٦) كتبت فوق السطر.
(٧) الصواب: «أنّى».

<<  <   >  >>