للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليتقدّم أمره العالي بأن لا (١) يخل المراكز منها ولا طرفة عين، وأن تكون من الخيول المقصر سيرها بطول خطوته خطى البين.

[فصل [العناية بثغري الإسكندرية ودمياط]]

الثغران: ثغر الإسكندرية وثغر دمياط هما المعتبران (٢) إن اعتني بأمرهما من طارق يطرقهما إلا بخير، الباسمان إن روعيت مصلحتهما في دفع كلّ ضرر وضير. والمخشيّ عليهما منه إنّما هو الفرنج وكرساليّتهم المتلصّصة، وحراميّتهم المفترسة المفترصة.

فليكن الولد - خلّد الله سلطانه - منهما رائيا (٣) ومسمع، وليوكّد على ولايتهما فيما أكّدنا عليهما فيه من المراقبة بالقعود لهما في كلّ مرقب حتى لا يكون ولا لرياحهم إن هبّت مطمع. وأنه متى لاحت لهم بارقة، أو طرقهم - والعياذ بالله - طارقة، بطّقوا في الساعة الراهنة. والحذر كلّ الحذر أن يكون لما يظهر من سفن كامنه. وليحترز عليهم حتى من سرقة الماء، / ٩٨ أ / والتّحيّل على أسار من لعلّه يغرّر معرضا على التعوّذ بما لله تعالى من أسماء. وعلى هذين الثغرين وظيفة موظّفة، ولوازم كلّ منهما بها مكلّفة، من أموال وأقمشة برسم الخزانة الشريفة، فلا يهمل الولد أمرها في أوانها، وبروز مراسمه بطلبها في أحيانها. من غير إزعاج الرعيّة، ولا مصادرة بطلب ما لا يجب وحسبنا ما فيه من المعيّة.

وليتقدّم أمره العالي إلى واليي هذين الحصنين بكفّ الكفّ، ومجانبة ما ثقل وإتيان ما خفّ. ومعاملة التجّار الواردين من المعدلة بما يشيع خبره، ويحمد أثره. وتتلى على روس (٤) الأشهاد سوره، فالعدل أجلب للبركات، وأجلب لثدي المرضعات، وبه عمارة البلاد، وتثمير الأموال التي هي مادّة الأجناد، واستجلاب أدعية العبادة، بالنصرة على أهل العناد.

[فصل [بدار الطراز]]

دار الطّراز هي مادّة الرياش، ومؤثرة ما يقضي حسن مرآه / ٩٨ ب /


(١) كذا، والصواب: «ألاّ».
(٢) في الأصل: «المفتران».
(٣) رسمت الكلمة في الأصل: «نرا»، وما أثبتّه قد لا يكون صوابا، ولكنه يتّفق مع السياق.
(٤) كذا. والصواب: «رؤوس».

<<  <   >  >>