للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«قد علم الولد - نصره الله - ما أعطانا الله تعالى من هذا الملك العظيم، والنعمة التامّة، والسلطان المتمكّن، وما نحن عليه من خوف من الله، وخضوع لعظمة الله، واتكال في أمورنا على الله، واستناد إلى قوّة الله، واعتقاد أنّ النصر إنما هو من عند الله، فيكون هذا اعتماد الولد في أموره كلّها، وأحواله جميعا.

والله حسبنا ونعم الوكيل».

[فصل [بضبط قوانين المملكة]]

«وللمملكة الشريفة قواعد وضوابط وقوانين لا يجب الإغفال (عن) (١) مهمّ منها».

فمن ذلك ما يعتمد في غيبتنا أحسن الله عاقبتها، وجعلها مقرنة بالنصر والتأييد، والظّفر على ما عوّد برحمته وفضله. أنّه يتقدّم بملازمة المجرّدين بالقلعة المحروسة، وتفقّدهم وأخذهم بالملازمة، وأن أحدا منهم لا يخلّ بنوبته على العادة في مراكز القلعة، / ٨٤ أ / وأبوابها وأسوارها ظاهرا وباطنا، وعلى الاعتقالات والحبوس في الليل والنهار والصباح والمساء، وفي أوقات ركوب الولد ونزوله. وتكون أبواب القلعة محفوظة بالأمراء والمقدّمين والبحريّة على العادة، ولا يفسح لغريب ولا لمتنكّر ولا لمحمول في طلوع القلعة. ويعتمد العادة في تجريد جماعة من الجند حول القلعة في جهة الجبل، ومن جهة القرافة، وعند دار العدل يحضرون في كلّ عشيّة، ويثبتون بخيولهم وغلمانهم طائفين بالقلعة، وحافظين لجهة الثغر. ويتقدّم بتجريد جماعة عند والي مصر وجماعة بالقرافة يطوفون، ويتقدّم بتجريد جماعة بالقاهرة يفرّقهم في المدينة وفي الحسينية، وفي الأحكار وفي الشارع، ويطوفون بالنوبة، ومعهم جماعة من جهة ولاية القاهرة، ويحترزون على الأبواب.

ونوصي المجلس السامي الأمير علم الدين (٢) والي القاهرة على الاعتقالات وحفظها وحفظ من بها من المعتقلين / ٨٤ ب / والأسارى، ويؤكّد عليه في حفظهم وضبط أمرهم، والاحتراز على الحبوس وعلى الدّروب والأبواب، ويؤكّد عليه في منع ذوي العدوان وذوي الذّعارة من الاجتماع في مظانّ الفساد، وأماكن العيث.


(١) كتبت فوق السطر.
(٢) هو الأمير علم الدين سنجر الشجاعي.

<<  <   >  >>