للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمنجّمون فلا يمكّن أحد منهم من الجلوس، وليؤخذ عريشهم وسرماطيهم ومقرقلهم / ٩٥ ب / ومكشّبهم (١) بالردع الذي تطيب به النفوس، وينادى في البلدين وظواهرهما بأمر الولد - أيّده الله تعالى - أن لا يعتمد أحد ذلك، ولا يسلك شيئا من هذه المسالك. وليهذّبهم بالصّلب والضرب وما أشبه ذلك.

[فصل [بانتصاب القضاة للأحكام]]

تتقدّم إلى قضاة قضاة المسلمين بالانتصاب للأحكام، والتبتّل للنقض والإبرام. وأن لا يتّخذوا حجّابا ولا بوّابين يمنعون الطارق، وأن يجلسوا بأواوين المدارس طرفي كلّ نهار حتى أيّام الجمع لفصل القضايا الشرعيّة بالعزم الصادق. وأن يلازموا دار العدل، ولا يتأخّر أحد منهم عنها إلاّ لعذر شرعيّ يمنع منها. وأن يتركوا ما بينهم من التنافس، وأن يكونوا يدا واحدة كما يقتضيه حسن التجالس.

[فصل [بالتشديد على الولاة بالعدل والإحسان]]

لا تزال كتب الولد متردّدة إلى الأعمال شرقيّها وغربيّها / ٩٦ أ / وقبليّها وبحريّها بالتشديد على الولاة في العدل والإحسان، واعتماد ما يقتضي للبلاد بالعمران، وللرعيّة بحسن الاستيطان، والرفق بالفلاّحين، وتفقّد أحوالهم في كلّ حين. وأن لا يمكّن منهم عسوف ظالم، ليتظافروا (٢) على عمارة البلاد إذ هم لهم كالمعالم لا بل المعالم. وتفقّد الجسور والتراع، والعدل في زيّ البلاد، بحيث تنحسم مادّة النزاع والاجتهاد في تحصيل الأموال الدّيوانية عند استحقاقها من غير حيف، وحملها إلى بيت المال المعمور الشتويّة في الشتاء والصّيفيّة في الصّيف. ووكلاء المقطعين من الأمراء والجند تقوّى يدهم على تخليص الحقوق، وأن لا يهمل جانب العناية بهم فإنّ ذلك ممّا لموكّليهم عن القيام بالخدمة يعوق.

[فصل [بالمبادرة للإطلاع على البريد]]

متى وصل البريد من جهتنا إلى الولد يبادر إلى الإطّلاع على مضمونه والإحاطة على مكنونه. والتفهّم لمعانيه، والوقوف عند أوامره / ٩٦ ب / ونواهيه،


(١) هكذا قيّدها بالأصل، ولعلّ الصواب: «ومكسبهم»، ولم أقف على معاني الألفاظ التي قبلها، والمرجّح لديّ أنها أدوات التنجيم.
(٢) كذا. والصواب: «ليتضافروا».

<<  <   >  >>