كتاب الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور

[سلطنة الظاهر بيبرس] - ذكر اخترام الأيام بمولانا السلطان الملك الصالح هذا - ص: 163

ولمّا قوي ذلك في عزم مولانا السلطان، ورأى أنّه من تمام الإحسان، عهد إليه بما عهد إليه أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أبو العبّاس أحمد (١) من السلطنة المنيفة، والمملكة التي بها أماير السعادة مطيفة. وفوّض له كلّما هو مفوّض إليه من حلّ وعقد، ومؤجّل ونقد، وأوامر ونواهي، وحكم وإحكام، ونقض وإبرام، وتولية وعزل، وجدّ ولا هزل، فاقول (٢) وهزل. وجعل له أن يكتب الكتائب، وينجح المطالب، ويعطي ويمنع، ويصل ويقطع، ويشرّف المراسيم بقلمه، ويشنّف الأسماع بممتع كلمه. كلّ ذلك حسبما فوّضه إليه أمير المؤمنين. وجعل له تفويضه، وفرضه له علما منه أنه نعم المولى في أداء كلّ سنّة وفريضة. وقرن اسمه باسمه واسم أمير المؤمنين على رؤوس المنابر، ونوّه من قدره إذ جعله له أعظم موازر.

وجلس مولانا السلطان / ١١٩ ب / بالإيوان الكبير المجاور لجامع القلعة للتحليف لولده، وجلست بين يديه للتحليف، فلم يبق من لا حلف (٣). وظنّ مولانا السلطان أنّ ولده هذا يكون له خلفا فكان هو لولده الخلف.

[ذكر اخترام الأيام بمولانا السلطان الملك الصالح هذا]

ولمّا استقرّ أمر سلطنته، ودانت أيام مملكته، وكان لوالده مولانا السلطان

---

(١) تولّى الخلافة أربعين سنة، وتوفي سنة ٧٠١ هـ‍. وهو أول خليفة عبّاسي يدفن في مصر. أنظر عنه في: البداية والنهاية ١٣/ ٢٣٣، ٢٣٤، ودول الإسلام ٢ / ج ١٦٧، والعبر ٥/ ٢٦٣، والوافي بالوفيات ٦/ ٣١٧ رقم ٢٨١٩، والجوهر الثمين ١/ ٢٢٩، ٢٣٠، والدرر الكامنة ١/ ١١٩، ١٢٠ رقم ٣٣٢، والدرّ الفاخر ٨٧، ٧٩، والمنهل الصافي ٢/ ٧٩، ٨٠ رقم ٢٥٣، والنجوم الزاهرة ٧/ ١١٨، والدليل الشافي ١/ ٧٣ رقم ٢٥١، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٩١٩، ودرّة الأسلاك ١ / ورقة ١٥٥، وزبدة الفكرة (مخطوط) ٩ / ورقة ٢٣٠ ب، والتحفة الملوكية ١٦٢، وعقد الجمان (٤) ١٨٨ - ١٩٠، وتاريخ الخلفاء ٥١١ وما بعدها، وتاريخ ابن سباط ٢/ ٥٧٥، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٩٣، ومرآة الجنان ٤/ ٢٣٥، وشذرات الذهب ٦/ ٢، ٣، ومآثر الإنافة ٢/ ١١٦ - ١١٨، وتاريخ الأزمنة ٢٨٣، والروض الزاهر ١٤١ - ١٤٨، والمختصر في أخبار البشر ٣/ ٢١٥، وذيل مرآة الزمان ٢/ ١٨٦ - ١٩٢، والنزهة السنية ١٢٢، وتاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٨٣، ٤١٥، وعيون التواريخ ٢٠/ ٢٦٦ و ٢٨٧، وبدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٣٢٠، وأخبار الدول ٢/ ٢٠٤ - ٢٠٦.
(٢) الصواب: «فقول».
(٣) بويع الصالح علاء الدين عليّ بن قلاوون بولاية العهد في شهر رجب، وقيل في ١٧ جمادى الآخرة سنة ٦٧٩ هـ‍. أنظر: التحفة الملوكية ٩٥، ونهاية الأرب ٣١/ ٦٨، والسلوك ج ١ ق ٢/ ٨٦٩، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ١٨٦، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٩٢، والنهج السديد ٣٢٠، والدرّة الزكية ٢٣٨، والجوهر الثمين ٢/ ٩٤.