للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حكم. وتقدّم إليه بالتّوجّه لباب مولانا السلطان، ومصافحته بالصلح يوفي ماله من الضمان.

هذا، والأخبار عند مولانا السلطان من مكاتبيه بحركة هذا الشيخ وسكونه منزلة بمنزله، وأنباؤه مرحلة بمرحله. وعدّة من في صحبته وصورة هيئته وهيبته (١). فلمّا قرب من البلاد. / ٧٩ ب / ودنا المراد من المراد، برزت مراسم مولانا السلطان بالكتابة إلى الأمير جمال الدين أقوش الفارسيّ أحد الأمراء الكبار القديمي الهجرة، المعروفين بالشجاعة في كلّ أمر وإمره، بأن يركب لتلقّيه من البيرة، وأنه إذا عدّى يمنعه من الركوب بالجتر ويقول له: قد صرت في بلاد مولانا السلطان، ولا يركب فيها أحد بالجتر غيره. فحين عدّى ما تعدّى، وحطّ مرفوعه عن راسه، وعرف منذ حلّ أرض مولانا السلطان قدر نفسه (٢).

ولمّا وصل إلى حلب المحروسة وجد ما كان قد رسم به لنائبها الأمير شمس الدين قرا سنقر المنصوري من إخلاء القاعات لنزوله، وبهيئة ما يليق به قبل وصوله. فحين وصل وجد ما ينبغي لمثله. وأنزل من رحاب مولانا السلطان منزلا مباركا لا ينكر فرط إفضاله وفضله، وأقيم له من يقوم بمصالح خيله، وأن لا يمكّن أحد ممّن معه أن يخرج من المنزل الذي نزله، إحترازا من تحيّل، وإن لم يكن في خيله (٣). / ٨٠ أ / وسيّرت مطالعة من النائب المذكور بحلب بعدّة من معه، ومن أعجب ما رأيت فيها أربع (٤) فقراء برسم الزمزمة والسماع.

هذا ما كان من الشيخ المذكور.

[[دخول السلطان قلاوون دمشق]]

وأمّا ما كان من مولانا السلطان (فإنّ) (٥) مشوره انعقد مع عقلاء أمرائه وشيوخ آرائه على أن يكون الاجتماع بهذا الرسول بدمشق، ليعلم أن بلاده لم تخل


(١) الكلمتان «هيئته وهيبته» مهملتان في الأصل.
(٢) نهاية الأرب ٣١/ ١٠٠، الدرّة الزكية ٢٦١، تشريف الأيام ٤٩.
(٣) تشريف الأيام ٤٩، ٥٠.
(٤) الصواب: «أربعة».
(٥) مطموسة في الأصل ولم يبق ظاهرا منها سوى «ف».

<<  <   >  >>