للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الخبر ثم قضى نحبه، بعد أن عالج من هذا الخبر صعبه.

وبرز أمر مولانا السلطان فأحسنت مواراته، وشكرت. بلحاق تلميذه في الإسلام مؤلّفاته. ثمّ ألحق بأتابك فتوافيا في دار الفناء، واستراحا في مقاساة العود من الغناء.

ونقل شمس الدين بن التيتي إلى الاعتقال بقلعة الجبل، ومكّن رعاع من جاء معه من العود، ولم يكن بأحمد، إذ غصصوا بما فاتهم من ملكهم أحمد.

[[ترتيبات السلطان قلاوون وهو بدمشق]]

ثم أخذ مولانا السلطان في إرسال القصّاد، ومكاتبة المكاتبين، والنصحاء المجاهدين، باستطلاع ما استقرّ بعد وفاة الملك أحمد، ومن استقرّ، ومن خلفه في الملك ومن ثبت بعد وفاته ومن فرّ.

وأقام مولانا السلطان بدمشق المحروسة حفظا لبلاده، وصيانة لعباده، ممّن يقوم، ومن يغروه لقصدهم بسوم.

/ ٨٢ أ / وبرزت المراسم الشريفة للنواب بالأطراف بالاحتراز من الغيّارة، وحفظ مغرّر الرعيّة أن يلتقطه بعض السّيّارة (١). وأن يحترز على المخائض أيّما احتراز، وأن لا يفرّط في جانب حقيقة الحزم بما لكاذب الأخبار من مجاز.

وكتب إلى الأمير شرف الدين عيسى بن مهنّا أمير آل فضل بأن يحفظ ما عذق به منها، وأن لا يغفل ولا دقيقة عنها.

وعاد مولانا السلطان إلى مقرّ ملكه كما بدا، وقد تحقّق شغل القوم بأنفسهم عن الاعتدا، ووردت كتب النصحاء بذلك، وأن المستقرّ في الملك بعد وفاة أحمد (٢). [هو أرغون بن أبغابن هلاوون] (٣).

[[عودة السلطان إلى مصر]]

واستقبل مولانا السلطان مصر مقرّ ملكه، وقد طفح بنيلها، وبرد بالريّ غليلها. وصبّح من مهاب نسيمها عليلها، وراقت بسط ربيعها الممتدّة، وتهيّأت


(١) اقتباس من الآية ١٠، من سورة يوسف.
(٢) في الأصل بياض مقدار سطر. تركه المؤلّف ليكتب اسم خليفة الملك أحمد.
(٣) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من: الدرّة الزكية ٢٦٣.

<<  <   >  >>