للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتابه العتب بسبب هذه الحوطة، وقال من جملة ما قال: «وهذه عطايا من قبلك من الملوك»، فاستحيى مولانا السلطان من قوله، وأمر أن يكتب إليه بما يقيم العذر في ذلك، وأمرت فكتبت إليه بما مثاله:

«إنّا لم نعتمد ذلك إلاّ لمصلحتك، وحفظا لمالك، فإنّ المجلس يعلم أنّ ولده صغير السّنّ، وليس له وصيّ ولا وليّ يحفظ ماله، إلى أن / ٦٣ ب / يحسن الله ماله. فخشينا أن تمتدّ إليه الأيدي، فكتبنا إلى ولدنا السلطان الملك الصالح عزّ نصره بأن يتقدّم إلى قاضي القضاة وإلى وكيل بيت المال بحفظ ماله بالاعتبار بحضور استاد داره وكبار مماليكه وولده وإن صغر سنا، وأن يجعل المال والأثاث والذخائر في صناديق بمفردها ويختم عليها باسمه، وأن يعتمد في الدّوابّ ما ينبغي من الحزم من بيع ما يتعيّن بيعه واقتناء ما يتعيّن اقتناؤه إشفاقا وحسن نظر منّا. وجهّز له هذا الجواب، فكتبنا بهذه الصورة، وللوقت جهّز البريد إلى مصر بأن يعتمد في ماله ما ذكرناه فاعتمد ما ذكرناه.».

ولما وقف أيتمش السّعدي على العذر الشريف عاد جوابه بالدعاء وتصويب الرأي فيه. وحضر صحبة الأمير شمس الدين سنقر الأشقر إلى حمص بنيّة الغزاة والجهاد. وأبلى في هذه الوقعة بلاء حسنا، وتوغّل فيها توغّلا استحق فيه حسن الثناء وكان شهما، مقداما ليثا هماما.

ولمّا انقضت هذه النوبة / ٧٤ أ / عاد الأمير شمس الدين سنقر الأشقر إلى صهيون (١).

[وفاة أيتمش السّعدي]

وحضر أيتمش السعدي إلى الديار المصرية، وبها مات معتقلا، لإحداث ذنب اقتضاه (سوء) (٢) طبع استحال أن يكون عنه منتقلا (٣).

[نصّ كتاب استقرار الأمير سنقر الأشقر بصهيون]

وأمّا شمس الدين سنقر الأشقر فإنه استقرّ بصهيون على ما أقرّه به


(١) أنظر: التحفة الملوكية ٩٧، ٩٨، والمختصر في أخبار البشر ٣/ ٢٢٧، ونهاية الأرب ٣١/ ٧٧ - ٧٩، والنهج السديد ٣٢٢، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٦٨٦، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ٢٠٧، والدرّة الزكية ٢٤٠، ٢٤١، وتاريخ ابن سباط ١/ ٤٧٥.
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) مات سنة ٦٨٤ هـ‍. (المقفّى الكبير ٢/ ٣٣٥ رقم ٨٦٦، نهاية الأرب ٣١/ ١٢٨).

<<  <   >  >>