للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإنكار على من يمشي في الليل بغير حاجة، أو يخرج لا لضرورة، ويوقع الإنكار على ذوي الفساد، وشراب المنكرات، وإقامة حدود الله فيمن يوجد سكرانا أو على حالة منكرة، ويعفي آثار المنكرات كلّها، وإزالة ما تركنا الله الحمل الكثيرة من ضمانه لأن يعطل ويبطل. ولا يظهر الولد في هذه الحسنة على جميع الولاة، ويشدّد ويغلّظ وينكر ويحذّر. ويشهّر من يتجرّا أو يخالف أمر الله تعالى والمراسم المطاعة، ويعتمد السياسة التامّة في ذلك (١). ويعتمد الولد أمر الله في كلّ سارق وقاتل وجارح، ويحمل الأمر في ذلك على موجب الشرع الشريف، فالشرع يجمع كلّ شيء، ومن قتل يقتل، ومن / ٨٥ أ / سرق يقطع. كلّ ذلك بالحقّ والشرع الشريف. وكذلك في جميع البلاد يأمر بذلك.

ويتقدّم الولد إلى ولاة الأعمال بحراستها وحفظها من المفسدين، ويكتب الحجج على مشايخ البلاد وخفرائها بحفظها في الليل والنهار، والمساء والصباح، والغدوّ والرواح، وإخراج بيوت شعر ينزل بها الخفراء من القرية إلى القرية، لتأنيس الطرقات وحفظها، وإجابة المستصرخ، ولحاق المتعرّي، وإدراك الهارب، وإمساك المفسد.

وتتقدّم إلى الولاة بالمناداة بأنّ السّفّارة لا يسافرون إلاّ بالنهار، وأنهم لا يغرّرون بنفوسهم ولا بأموالهم. ومن غرّر كان إثمه في عنقه. ولا تجعل الولاة ذلك حجّة للخفرا، بل يلزمهم بكلّ ما يعدم. وكلّما يؤخذ، وكلّمن (٢) تعدّي عليه، ويعرّفهم أنّ منع الفساد في الليل والنهار إنّما هو من طريق الاحتراز، وإلاّ كلّما يؤخذ لهم يلزمون به.

[فصل [في تدريج الحمام الرسايلي]]

يؤكّد الولد - نصره الله - في تدريج الحمام الرسايلي لأجل البطايق / ٨٥ ب / وألاّ يسيّر إلاّ الطيور الجيّدة، وأنها تكون مدرّجة إلى غزّة المحروسة، حتى أنّ الخبر يصل إن شاء الله تعالى في يومه من غزّة، لا بل من الشام، وكذلك حمام بطايق الثغور وغيرها.

[فصل [بالاحتراز على الجند]]

يتقدّم الولد بالاحتراز على الجند والمتأخّرين المجرّدين عن العسكر


(١) سها المؤلّف فكرّر جملة: «يعتمد السياسة التامة في ذلك». ثم شطب عليها.
(٢) هكذا في الأصل. والصواب: «وكلّ من».

<<  <   >  >>