للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل [في أمور الأموال ومصالح البلاد والدواوين]]

وأمور الأموال ومصالح البلاد والدواوين، وترتيب ما بها من الأموال والقوانين هي أصل في التدبير، وباب كبير إلى نيله يسير.

والولد - أعزّه الله تعالى ونصره - يستطلعه من المجلس العالي، الأميري، الأجلّي، الكبيري، العلمي، سنجر المنصوريّ / ٩١ ب / مدبّر الممالك الشريفة وهو يراجعه فيه. ويتحدّث معه فيما يوفّر الخير ويوفّيه.

فليساعد اهتمامه بمراسمه النافذة، وينهض عزمه بأوامره، حتى إنّه يقوّي يده، ويشدّ عضده، ويحصّل ما هو مهيّمن عليه، ومفوّض أمره إليه. ويكون حديثه معه في المصالح، وحديثه مع الناظرين (١) والديوان، ومفاوضته له، ومفاوضته لهم في كلّ مهمّ.

[فصل [حول الأمراء المنصورية والمماليك السلطانية]]

الأمراء المنصوريّة وغير المنصورّية، والمماليك السلطانية، والبحريّة، والمجرّدون بالقلعة وغير القلعة، يلاحظ أمورهم، ويضاعف حسن السياسة والإقبال عليهم، صغيرهم وكبيرهم، ويعاملهم بما يستميل به قلوبهم، ويوفّر من الملاحظة نصيبهم، ومن له خدمة ووظيفة يلازم خدمته ووظيفته ولا يفارقها إلى انقضاء نوبته. ومن بنوبته إن كان ممّن يردّ بالقول / ٩٢ أ / فبالقول، أو بالفعل فبالفعل.

وأيّام العبور إلى الخدمة يدخل من جرت عادته بالدخول إلى الخدمة، ويقف كلّ منهم بمكان وقوفه على عادته. وإذا انقضى السّماط ووقت الخدمة يخرج الجميع. ولا يتأخّر أحد ممّن ليست له عادة بملازمة وظائف الخدمة، وكذلك أوقات الجلوس العام، والجلوس الخاص، لا يدخل أحد في غير وقت دخوله المعتاد، ولا سيما من لا له عادة في خدمة بدخول ولا خروج. ولا يقدّم أحد له قصّة من يده. ولا يتحجّب من ليس له عادة بالحجوبيّة. ولا يتحدّث أحد فيما لا يعنيه. ولا يقف أحد في غير مكانه، ولا الذي لم تكن له عادة بالوقوف إلى جانبه. ولكلّ أحد ممّن هو في الخدمة منزلة ومكان يخدم فيه بحسبه، ولتكن عينه لذلك مراقبه، وفكره في هذه المهمّات صائبه.


(١) كذا، والصواب: «مع النّظّار».

<<  <   >  >>