للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخرج عنها في دقيق ولا جليل مدّة الغيّبة، ومن وصّى بما اقتضته حنوّ الأبوّة كمن حضر.

على أنه - أعزّ الله سلطانه - سديد الآراء، بصير بعواقب الأمور، غنيّ بألمعيّته، وإنّما هي وإن بهرت أنوار سؤدده نور على نور.

[فصل [بالاحتراز على المعتقلين بقلعة الجبل]]

إذا استقلّ ركابنا الشريف من قلعة الجبل المحروسة بنيّة هذه الغزاة التي أخلصنا فيها النّيّة، وطوينا عليها ما جبلنا عليه من (إصلاح) (١) الطّويّه. وعاد الولد بعد وداعه إليها، وأقبل بوجه حسن الخلف عليها، وجلس بكرسيّ ملكها؛ وانتظم واسطة بجوهرة سلكها، يكون مهمّة المقدّم على كلّ مهمّ، واحتفاله بما من المحذورات يلمّ.

التقدّم بالاحتراز على من اعتقل بالقلعة المحروسة من الأمراء ذوي الفتن، والمودعين بسجونها من ذوي الإحن. والتوكيد على مباشرتهم في الليل والنهار، واقتفاء ما / ٩٤ أ / لهم وللمتردّد إليهم من آثار. والتضييق عليهم إلاّ فيما هو مرتّب لهم من مأكول ومشروب، ومستدعى ومطلوب. وتفقّد مريضهم المتحقّق مرضه بحكماء الخدمة، ومعالجتهم بتعجيل النسخ على ما تقتضيه الحكمة. ولا يؤخّر عنهم طعام عن وقتهم الجاري به العادة ولا كسوة، بل تفاض عليهم في أوانها على ما قرّرناه، وإذا لم يكن زيادة على ما ذكرناه. ويتفقّد الولد أحوالهم، وتبسط بالوعد المؤثّر له في نفوسهم المحبّة آمالهم.

فصل [ملازمة المجرّدين بباب القلعة]

يتقدّم الولد - أعزّه الله تعالى - إلى من جرّدناه من مماليكنا بباب الرحبة، وباب القلعة بالملازمة لهذه الوظيفة، والمواظبة لهذه المصلحة التي هي به مطيفة. وأن يكونوا على بصيرة من أمرهم، واحتراز من ذوي المكر، ولا يحيق بمشيئة الله تعالى بهم إلاّ سوء مكرهم.

وباب القلعة الذي إلى جهة القرافة / ٩٤ ب / لا يفتح مدّة غيبتنا، ولا يزال مغلقا في وجه ذوي التصرّف إلى حين أوبتنا، ولوازم القلعة المذكورة محروسة من


(١) كتبت فوق السطر.

<<  <   >  >>