للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غنّت سيوفك في الرقاب فأرقصت ... أجسادهم فلها الرؤوس (١) نثار

أجريت من دمهم سيولا فجرت ... في كلّ ناحية بها أنهار

ومحت ليالي الكفر بيض قد بدا ... منها لعين الناظرين نهار

أضحت منازلهم خرابا كلّها ... قفرا ألم يوجد بها ديّار

سألوا ملوكهم إعادة نجدة ... أرأيت روحا للتّلاف تعار؟

فأتتهم من كلّ جيش عصبة ... ملئت برور منهم وبحار

/ ١٣٥ ب / وردوا بسيفك منهلا مستوبلا ... لم يلف عنه لوارد إصدار

وغدوا وكاسات المنون عليهم ... بالمشرفيّ الأشرفيّ تدار

لو سلّموا سلموا ولكن كابروا ... فأتت أمور لا تطاق كبار

هل أبصروا حصنا منيعا قبلها ... خلاّه لم يهتك حماه حصار؟

لكن إذا نزل القضاء بساحة ... عميت عن رشدها الأبصار

أمسى عظيم القدر من كبرائهم ... شلوا حقيرا ماله مقدار

وعلت ملوكهم وقد حصروا بها ... من بعد (عزّ) (٢) ذلّة وصغار

خانوا العهود ومن يخن فجزاؤه ... ويل وبيل أمره ودمار

نقضوا المهادنة التي كانوا (بها) (٣) ... في راحة ما شانها إضرار

كان الشهيد نوى المصير إليهم ... فقضى عليه الواحد القهّار

فخلفته ولنعم أنت خليفة ... في مجده تتحيّر الأفكار

خبئت لفتحك فافتضضت بكارة ... منها ولكم (لك) (٤) خبّئت أبكار

أيّام حصرهم لديك قصيرة ... لم لا وأيّام السرور قصار

/ ١٣٦ أ / دارت جيوشك حولها فكأنّما ... هي معصم وهم عليه سوار

وإذا تكلّمها المجانيق اغتدت ... من سورها تتجاوب الأحجار

قد دوّنت هذي الغزاة وسطرت ... وتحدّثت بحديثها السّمّار

لا عهد في ماضي السنين بمثلها ... ولها بطول بقائه أقطار

بشراك هذا مبدأ النّصر الذي ... تعلوا (٥) به للمسلمين منار


(١) في الأصل: «الروس».
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) كتبت فوق السطر.
(٤) كتبت فوق السطر.
(٥) الصواب: «تعلو».

<<  <   >  >>