للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه وإن كثر حاصله من الذّهب مرارة الإفلاس. فاقتضت له هذه الشدّة قصر المدّة، بتطاول منع هذه المادّة، أن (سيّر) (١) مستجيرا (بحنوّ) (٢) مولانا السلطان، باذلا في التنصّل غاية الإمكان.

وتكرّرت رسله سائلا الصّلح وإن لم يبق له موضعا، مستعطفا خاطر مولانا السلطان متضرّعا.

فرجع مولانا السلطان إلى طبعه الشريف، وخلقه اللطيف، ووافق على الصّفح والإغضاء، وما أحقّ أوامره بالإمضاء. وحلف على ما اقترحوه، وأعرض جانبا عمّا اجترحوه. ووادعه وأنامه بالرضى منه في الأمن والدّعه، وتحرّرت هذه الموادعة، بخطّي ومولانا السلطان خلّد الله ملكه بدمشق المحروسة، ومضمونها:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «أقرّ مولانا السلطان، الملك، المنصور، السيّد، الأجلّ، العالم، العادل، المؤيّد، المظفّر، سيف الدنيا والدين، أبو الفتح قلاون / ١٠١ أ / الصّالحي - خلّد الله ملكه - المقرّ العالي المسعوديّ خضر ولد السلطان السعيد الشهيد الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصّالحي، رحمه الله تعالى (على ما كان بيد أخيه الملك السعيد ناصر الدين بركة، رحمه الله تعالى) (٣) من الكرك، وما هو متعلّق بها ومضاف إليها، إقرارا منه به في سربها، وأعذب له موارد شربها، وأمكنه من صهوتها، ووطنه عالي ذروتها وصرّفه فيها، وخصّه من الدّعة بوافيها، حفظا لعهد أبيه، ومراعاة لنسابة أخيه. على أنه يلزم أدبه وما أولاه بلزومه، ويقف عند حدّ بنوّته التي بلغته من حنوّ الأبوّة غاية مرومه. وعلى أنه لا يتعدّى (حدّه) (٤)، ولا يسمح ولا يسامح من فيه ممّن حوله حدّه. وعلى أنّه متى عنّ للإسلام ما يقتضي إنفاذ من عنده من الجند، بادر إلى إنفاذه، وأمره بالملازمة إلى حين فراغ الشغل من العدوّ باستنقاذه. وعلى أنه متى حضر أحد إليه مقفّزا (٥) من مماليكنا أو عسكرنا أو مماليك أمراء دولتنا أعاده بشفاعة منه إن كان ذنبه ممّا يشفع (في) (٦)


(١) كتبت فوق السطر.
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) ما بين القوسين عن الهامش، وكتب بجانبها «صح».
(٤) كتبت فوق السطر.
(٥) مقفّزا: تعبير يراد به الهارب أو الآبق.
(٦) كتبت فوق السطر.

<<  <   >  >>