للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"الطبقات" (١) في ترجمة محمد بن منصور السمعاني أنه قال: "لم يَرِدْ فِي استحباب صوم رجب على التخصيص سُنَّة ثابتة، والأحاديث التي تُروى فيه واهية لا يفْرحُ بها عالم، وهذا كلام صحيح، ولكن لا يوجب التزهيد في صومه ففضل الصوم من حيث الإطلاق ثابت، وفي سنن أبي داود (٢) وغيرها في صوم الأشهر الحرم ما يكفي في قيام السُّنَّة على الترغيب في صومه"، انتهى.

وقد أخرج الطبراني (٣) عن سعيد بن أبي سعيد بن أبي راشد قال - صلى الله عليه وسلم -: "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، فمن صام يومًا من رجب فكأنما صام سنة، ومَنْ صام منه سبعة أيام غلقت سبعة أبواب جهنم، ومنْ صام منه ثمانية أيام فُتِّحَتْ له ثمانية أبواب الجنة، ومَن صام عشرة لم يَسأل الله شيئًا إلا أعطاه، ومن صام منه خمسة عشر يومًا نادى منادٍ من السماء قد غُفِرَ لك ما مضى فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله، وفي رجب حمل الله نوحًا في السفينة فصام رجب، وأمر مَنْ معه أن يصوموا فجرت بهم السفينة ستة أشهر آخر ذلك يوم عاشوراء أهبط على الجُودِيِّ فصام نوح ومن معه والوحش شكرًا لله عزَّ وجلَّ، وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل، وفي يوم عاشوراء تاب الله على آدم وعلى مدينة يونس، وفيه ولد إبراهيم".

وأخرج أبو محمد الحسن بن محمد الخلال في "فضائل رجب" عن أبي سعيد أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "رجب من شهور الحُرُم، وأيامه مكتوبة على


(١) وهو في الطبقات الوسطى، نقله محقق الطبقات الكبرى ٧/ ١١.
(٢) أبو داود الصوم، باب في صوم أشهر الحُرُم ٢: ٨٠٩: ٨١٠ ح ٢٤٢٨.
(٣) المعجم الكبير ٦/ ٦٩ ح ٥٥٣٨. وقال ابن حجر العسقلاني في تبين العجب ص ١٦: "هو حديث موضوع". لأن فيه عثمان بن مطر كذبه ابن حبان وضعفه غيره من الأئمة.