للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكره ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عياش نحوه (١).

وقال الخطابي (٢): يحتمل أنه أراد به الجدَّ في العبادة كما يقال شددت لهذا الأمر مئزري أي: شمرت له، ويحتمل أنه يراد مجموع الأمرين فيكون المعنى أنه شد مئزره حقيقة فلم يحله واعتزل النساء وشمر للعبادة.

قال المصنف -رحمه الله (٣): وقد وقع في رواية عاصم بن ضمرة في حديث علي شد مئزره واعتزل النساء فعطفه بالواو وأصله المغايرة.

وقوله: "وأحيا ليله" أوقع الإحياء على الليل مجازًا عقليًّا لكونه زمانًا لإحياء نفسه فيه؛ لأن اليقظة نقيض النوم، والنوم أخو الموت، أو الإحياء استعارة، وهو أنه شبه استيقاظه في أوقات الليل بالإحياء، والمراد مِنْ أحيا الليل الشهر، وهو محتمل هل يراد أحيا الليل كله، وقد روي من حديث عائشة من وجه فيه ضعف بلفظ: "وأحيا الليل كله".

وفي مسند أحمد من وجه آخر عنها قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشرون شمر وشد المئزر" (٤).

وخرج الحافظ أبو نعيم بإسناد فيه ضعف عن أنس: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا شهد رمضان قام ونام فإذا أربعًا وعشرين لم يذق غمضًا" (٥).

ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياء غالبه. وقد روى بعض المتقدمين من بني هاشم ظنه الراوي أبا جعفر محمد بن علي أنه فسر ذلك بإحياء نصف الليل، ويؤيده رواية سلمة عن عائشة: "ما أعلمه - صلى الله عليه وسلم - قام ليلة


(١) مصنف ابن أبي شيبة ٢: ٥١٣.
(٢) انظر: معالم السنن ٢: ١٠٩.
(٣) الفتح ٤: ٢٦٩. (بنحوه).
(٤) أحمد ٦: ١٤٦.
(٥) الحلية ٣٠٦:٦.